والإخلاص يعني أن تجعل عملك خالصا لوجهه الكريم وهو ضد الإخلاص، وذل على المؤمن أن يسعى دائما وفي كل قول أو عمل لتحقيق الإخلاص الذي يعني أن تقصد بعملك وجه الله، وان تبتعد قدر الوسع عن نواقض الإخلاص من الرياء والسمعة.

نواقض الإخلاص:

 والرياء مشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس، على أنه ينبغي أن يعلم أنه لا يصل إلى درجة الإخلاص بحيث يؤمن عليه الرياء، بل الأكابر من العلماء والعباد قد يتعرضون لخواطر الرياء، ولكن قد يكونون أحسن مدافعة من غيرهم.

قبول الأعمال:

والمؤمن لا يسعه إلا أن يجتهد في تحصيل الإخلاص ساعيًا للنجاة من الرياء بكل صوره وأشكاله أما قبول الأعمال فعلمه إلى الله تعالى، وعلى العبد أن يحسن العمل ثم يرجو القبول من الله. قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: ويسن رجاء قبول الطاعة والتوبة من المعصية.

ولكن ومع هذا لابد أن يعلم أن قبول العمل أيا كان قدره مرهون بأن يكون مخلصا لوجه الله تعالى ومما يدل على ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار) رواه مسلم.

وتحقيق الإخلاص ليس بالأمر الهين السهل بل إن عليك أن تسلك طريقه وتصبر وتحتسب وتجاهد ولا تمل حيث لا بديل عنه ولا فائدة للعمل بدونه.

ومن الوسائل المعينة على تحقيق الإخلاص ما يلي:

-الاستعانة برب الأسباب بكثرة التضرع له سبحانه وتعالى.

-كثر الدعاء بأن يمن الله عليك بالإخلاص.

-الحرص على العمل الصالح خفية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني.

قال الخريبي: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها، فاجتهد أن يكون لك عمل في السر لا يعلم به أحد.

-ومن أهم الوسائل صدقة السر .. وقيام الليل وقراءة القرآن.

-مطالعة أخبار الصالحين والتأسي بهم.