مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعانين منه تمامًا، فلا شيء "يبرر" الخيانة، خاصة أنك وكما ذكرت كنت تعيشين حياة زوجية هادئة ومستقرة وتزوجت بعد قصة حب عنيفة.
وعندما نبحث عن حل لمشكلة كهذه يا عزيزتي لزوج لم يكن من "طبعه" ولا سمات شخصيته الخيانة، لابد أن نفتش عن السبل والأبواب المفتوحة التي سمحت لدخول مثل هذا الزائر الثقيل ليجثم على أنفاس العلاقة هكذا ليميتها.
ما نستطيع تغييره دائمًا هو "ما بأنفسنا"، ونرجو بعدها أن تتغير ردود أفعال واستجابات من حولنا فيتغيروا أيضصا للأفضل، وهذا ما يمكنك فعله في مشكلتك.
نعم، فتشي في تفاصيل علاقتك بزوجك، هل شعرت بعد مرور 14 عامًا أنه أصبح "زوج مضمون"، و"حياة مضمونة"، و"علاقة مضمونة"، فتسللت الرتابة، والملل، والانطفاء على مشاغل الحياة ومشكلاتها وشئون الأولاد، وسقط سهوًا أو عمدًا انطلاقتكم معًا، وشعلة حبكم؟!
الانهيار والغضب والحزن والبكاء وحتى الانتحاب، حقك، عبري عنه، وأخرجيه من داخلك، ولكن لا تغرقي فيه، فلن يفيد، بل سيفاقم الأمر، وسيصعب الحل.
صدقي أن ما حدث ليس نهاية العالم، وليس نهاية العلاقة، ولا الحياة مع هذا الزوج، وأنك ستتغلبين على هذه العاصفة الهوجاء، وحتى لو لم يعد زوجك كاملًا كما كان فإن حياتك هذه التي تعبت في بنائها لن تنهدم، ستتغيرين، وستنشغلين وتتغافلين عما يفعل، نعم، هذا هو الذكاء والحكمة في التعامل مع الأمر، لأنك ستعيدين ترتيب أولوياتك وهي في هذه المرحلة، أن تسدي الفراغات التي دخلت منها هذه الطامة، وتنشغلين وتهتمين بنفسك من كل الجوانب، وكذلك بقية دوائر حياتك، فما أنت تريدين هدم نفسك وحياتك كلها بسببه الآن هو "جزء" من حياتك، فانتبهي!
جددي طاقتك العاطفية، داخل نفسك أولًا، وانفضي عنك غبار حمل المسئوليات، والهموم، وغيري كل "تفاصيل" الحياة والتعاملات اليومية بشكل عام مع زوجك والعاطفية على الخصوص.
مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ولا شيء من الممكن أن يتغير بدون بذل هذا الجهد الخارق، فاصبري وثابري، فالوقت جزء من العلاج، بلاشك، فلا شيء يحدث بين يوم وليلة.
وحذار من مراقبة زوجك، والتجسس عليه، ومحاصرته، والتضييق عليه، فلن يتضرر، ويتضايق، ويتعب نفسيًا غيرك!
عزيزتي..
نفسك.. نفسك.. نعم، لا تؤذي نفسك، وتحزنيها، فتشيخين مبكرًا، وتمرضين، وتخسرين حياتك برمتها.
اعتني بأنوثتك، واهتمي بزوجك بالمعاملة اللطيفة، الناعمة، وانشغلي ببقية دوائر حياتك، وفتشي عن هواياتك، وشغفك، وكبّري ووسعي دوائر معارفك، وعيشي الحياة الواسعة باستمتاع، فدوام الحال من المحال، فتزول العاصفة ويعود زوجك، وأنت في هذا كله غير متخليه عن الدعاء والتوسل إلى الله ومناجاته أن يرد زوجك ويهديه ويحفظ عليك عقلك ونفسك وحياتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
كيف أعرف أن الله لم يكتب لي الزواج؟اقرأ أيضا:
ذهبت إلى طبيب نفسي فطلب مني أن أكتب عن مشاعري.. فما الاستفادة من هذه الكتابة لعلاجي؟