مرحبًا بك يا عزيزتي..
يميل الشخص لتكرار ما يعرفه، وما عاشه، وظني أن والدتك يا عزيزتي ربما لم تتعود أن تشجعها والدتها، على التزين، والاعتناء بالنفس وجمال الشعر والبشرة إلخ، أو ربما كانت والدتها تفعل الشيء نفسه فتنهرها وتنزعج من تزينها.
هي تكرر معك خبرتها، وما عايشته، وآلامها، غالبًا، فهل هذا يكفي لكي تشعري تجاهها بالتعاطف؟
أنت الآن بصدد قضيتين يا عزيزتي، المحافظة على صحتك وسلامتك النفسية، وتحسين علاقتك بوالدتك.
للقضية الأولى يلزمك رفض الأذى بحسم، مع اللطف والحكمة والتأدب مع والدتك، وتجنب الاحتكاك وقت تعكر مزاجها.
ولتحسين علاقتك بها، فمن الضروري أن تبادري أنت، فوالدتك يا عزيزتي لن تسعى لشيء لأنها ببساطة غير واعية أو مدركة لما تفعل من تشوه في العلاقة، وإساءة نفسية لك، بادري أنت بمدح جمالها وزينتها وألوانها مهما كانت لا تعجبك، ولا بأس أن تدليها مثلًا على موقع أو فيديو لتعليم طريقة وضع الماسكرا بشكل مختلف، إلخ، وامزجي هذا بفعل ما يرضيها عنك، كمساعدتها في الأعمال المنزلية مثلًا، أو صنع كوب من مشروب دافيء في هذا الشتاء القارس، بعد قضاء يوم شاق في المطبخ، والتعبير عن حبك لها، وتقديرك لوجودها في حياتك، ورغبتك في القرب أكثر بينكما، وأنك كبرت وتريدينها صديقة لك، وهكذا، افعلي وتكلمي بكل ما من شأنه أن يحسن العلاقة.
لاشك يا عزيزتي أن هذا كله لن يتم بين عشية وضحاها، فستحتاجين للكثير من الوقت، والصبر، والحكمة، وطول النفس، لأسابيع وشهور، وعلى أية حال تجنبي طول الوقت استفزازها بأي تصرف مما يغضبها، مما تعرفيه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.