ذكر التابعي عمرو بن ميمون- وهو من المعمرين- قال: زنت قردة في الجاهلية فرجمها القرود ورجمتها معهم.
قالوا: وليس شيء يجتمع فيه الزواج والغيرة إلا الإنسان والقرد؟
قالوا: والديسم - صغير الدب- تضعه أمه وهو قطعة لحم فتهرب به في المواضع العالية من الذر والنمل حتى تشتد أعضاؤه.
تفاصيل القصة العجيبة:
كان التابعي عمرو بن ميمون في مسجد الكوفة ، وعنده الناس ، فقال رجل من القوم : حدثنا بأعجب شيء في الجاهلية؟
قال : بينما أنا في حرث لأهل اليمن ، إذ رأيت قروداً قد اجتمعن ، فرأيت قرداً أو قردة اضطجعا ، فأدخلت القردة يدها تحت عنق القرد ، ثم اعتنقا ، إذ جاء قرد آخر فغمزها ، فرفعت رأسها فنظرت إليه ، فسلّت يدها من تحت رأس القرد ، ثم مضيا غير بعيد فواقعها وأنا أنظر إليه.
يقول: ثم رجعت القردة إلى مكانها ، فذهبت لتدخل يدها تحت عنق القرد فانتبه ، فقام إليها فشم دبرها فصرخ.
فاجتمعت إليه القرود ، قال : فجعل يشير إليها وإليه ، قال : فتفرقوا ، فلم ألبث أن جيء بذلك القرد أعرفه بعينه.
قال : فأخذوهما فأتوا بهما موضعا كثير الرمل ، فحفروا لهما حفرة ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، قال : فوالله لقد رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم.
اظهار أخبار متعلقة
الأفيون واصطياد السباع:
تصطاد السباع بالزبى وهي آبار تحفر في مرتفعات الأرض، فلذلك يقال: قد «بلغ السيل الزبى».
وذكروا مما تصاد به السباع أن يؤخذ سمك من سمك البحر الكبار السمان فتقطع قطعا ثم تشرح ثم تكتل كتلا ثم تؤجج نار في حفرة من الأرض يقرب فيه السباع ثم تقذف تلك الكتل في النار واحدة بعد واحدة حتى ينتشر دخان تلك النار.
ثم تطرح حول تلك النار قطع من لحم قد جعل فيها الأفيون وتكون تلك النار في موضع لا ترى فيه حتى تقبل السباع لريح النار وهي آمنة فتأكل من قطع اللحم ويغشى عليها فيصيدها الكامنون لها كيف شاءوا.
ذكر النعام:
قالوا في الظليم – ذكر النعام-: إن كل ذي رجلين إذا انكسرت إحدى رجليه قام على الأخرى وتحامل على ظلع غيره فإنه إذا انكسرت إحدى رجليه برك.
قالوا: وعلة ذلك أنه لا مخ له في ساقيه، وكل عظم فهو ينجبر إلا عظما لا مخ فيه.
والظليم- ذكر النعام- يبتلع الجمرة وربما ألقي الحجر في النار حتى إذا صار كأنه جمرة قذف به بين يديه فيبتلعه وربما ابتلع أوزان الحديد.
وقالوا عن النعامة إنها أخذت من البعير المنسم – الخف- والعنق، ومن الطائر الريش والجناحين والمناقر - فهو لا بعير ولا طائر- .