التواضع في العلاقة مع الناس هو الروح لاستمرار هذه العلاقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد».
وكتب أحد الحكماء إلى أحد أصدقائه طلب منه شيئا ينفعه في عمره، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم:
- استوحش من لا إخوان له.
- و فرط من قصر في طلبهم، وأشد تفريطا من وجد واحدا منهم وضيعه بعد وجده إياه.
- ولو وجد أن الكبريت الأحمر أيسر من وجدان أخ أو صديق موافق، وإني لفي طلبهم منذ خمسين سنة، فما ظفرت إلا بنصف أخ، وتمرد عليّ وانقلب.
- واعلم أن الناس ثلاث: معارف، وأصدقاء، وإخوان، فالمعارف بين الناس كثير، والأصدقاء عزيزة، والأخ قل ما يوجد ".
- ومن آدابها: التواضع للإخوان، وترك التكبر عليهم.
وسئل أحد العارفين عن الصحبة فقال:
-الصحبة مع الله بحسن الأدب، ودوام الهيبة والمراقبة.
- والصحبة مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بملازمة العلم واتباع السنة.
- والصحبة مع الأولياء بالاحترام والخدمة.
- والصحبة مع الإخوان بالبشر والانبساط وترك الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة.
قال الله تعالى لنبيه: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
-والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك، حيث لم يجعلك مثلهم، والدعاء لهم ليعافيهم الله من بلاء الجهل ".
ومن آدابها: حفظ المودة القديمة، والأخوة الثابتة .
-روي عن النبي صلى عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «إن الله تعالى يحب حفظ الود القديم»
- وإن امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأدناها، فقيل له في ذلك فقال: «إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان».
- وقال «من أحب أن تدوم له المودة فليحفظ مودة إخوانه القدماء».
- وقال بعض الحكماء من السلف: «عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم».
اقرأ أيضا:
التخنث لدى البنات والأولاد ظاهرة مزعجة.. كيف نواجهها؟