متزوجة منذ فترة ولا أنجب وأحب زوجي جدا ولا أستطيع قبول زواجه من أخرى.. حائرة ماذا أفعل؟
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 05 يناير 2022 - 06:41 م
تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات التربوية والأسرية أن الأولاد نعمة من نعم الله علينا وتكليف مباشر منه إلينا بإعمار الأرض. يقول الله تعالي في كتابه الكريم: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"وتربية الأولاد في حد ذاتها أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة، ثوابها عظيم إذا أحسنّاها، وعقابها شديد إذا أهملناها. وكما ذكرت الآية الكريمة أن "الباقيات الصالحات" خير عند الله سبحانه وتعالي. ولكن كثيراً ما نلتفت للجزء الأول من الآية فقط، وكأنها الوسيلة الوحيدة لإعمار الأرض وتحقيق الفضل والثواب. ولكن إذا نظرنا عن كثب، سنجد أن أبواب الإعمار وخلافة الله سبحانه وتعالي في الأرض متعددة، توسعةٌ من الله الواسع علي عباده تاركاً إليهم المجال للإبداع في تحقيق مبدأ إعمار الأرض.
وتضيف: إذا حرمك الله من نعمة الإنجاب، فقد يكون في منعه عطاء كبيراً. فإنه قد ترك لك المجال مفتوحاً لتقبلي عليه بالأعمال الصالحة بشتي أنواعها. أما بالنسبة لزوجك، فنوجه له نفس الرسالة – بأنه إذا رضي بقضاء الله وصبر واحتسب وعمل صالحاً، فظننا الحسن بالله أنه سيجزيه عن صبره خير الجزاء. وأما إذا أراد السعي وراء الإنجاب وإنشاء ذرية يكدّ عليها أملاً في الأجر والثواب، فعليه أن يتخذ المقصد والسبيل المناسبان لتحقيق هدفه.
وتنصح السائلة: عليكِ أن تدركي يا سيدتي أن هذا قراراً ليس ملكك يا سيدتي كي تحتاري فيه. في هذه الحالة، زوجك هو صاحب القرار الوحيد الذي عليه أن يفكّر فيه مليّاً ويأخذه لنفسه وبنفسه. أما أنت، فإذا صبرت علي قرار زوجك في الزواج من أخري بهدف الإنجاب، نحسب أن الله يجزيكي عن صبرك خيراً. ولكن إن وجدت أن هذا الأمر فيه مشقة نفسية كبيرة عليك، فترك الله سبحانه وتعالي لكي أيضاً الخيار في عدم الاستمرار ووسّع علي البشرية كافة بأنه قد أحلّ الطلاق. يقول الله تعالي في كتابه الكريم: "وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ الله وَاسِعاً حَكِيماً". وذلك هو القرار الذي عليك التفكير فيه مليّاً وبغض النظر عن قرارك النهائي، عليكي أن تستخيري الله سبحانه وتعالي وأن تسأليه الصبر والبصيرة والحكمة.