التوحيد أن تؤمن بالله الواحد القهار، وتسلم نفسك له تسليمًا تامًا، تنفذ أوامره، وتبتعد عن نواهيه، والأهم ألا تشرك به شيئًا، وتفرده وحده سبحانه وتعالى بالعبادة.
قد يقول قائل: بما أننا مسلمون فنحن بالفعل نؤمن بذلك، لكن هل تعرف فضل التوحيد؟.. كثير منا لا يعلم، وإلا لكان الناس جميعهم لا ينصرفون عن ترجمة ذلك المعنى إلى أفعال في صباحهم ومسائهم.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه»، فهل تقولها بالفعل خالصة من قلبك؟.. عليك أن تسأل نفسك.
الواجب الأول
التوحيد، الواجب الأول الذي على كل مسلم أن يعرفه جيدًا، ويظل يردده حتى يصير كدمه، لا ينفصل عنه أبدًا، ولا ينساه ولو لحظة أبدًا، لأنه بالفعل الدليل إلى كل شيء، للجنة في الآخرة، وللأمان والطمأنينة في الدنيا، ومن ثم فإن أول واجب على العبد أن يعرف ربه وأن يوحده جل وعلا، يعرف أن الله عز وجل هو رب هذا الكون، يعرف أنه هو الخالق المالك الرازق المدبر، أنه هو الإله المعبود المستحق وحده للعبادة، وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
قال تعالى: « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » (الشورى: 11)، فأول واجب على العبد أن يعرف ربه وأن يوحده، لأن هذا هو الغاية من الخلق، قال تعالى: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ » (الذاريات: 56)، إلا ليوحدوني بالعبادة.
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتحق الله
التوحيد هو حق الله عز وجل على عباده، ألا يشركوا به شيئًا.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عُفَيْرٌ، فقال: يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألَّا يعذبَ مَن لا يشرك به شيئًا».
التوحيد هو الغاية التي خلق الناس لأجلها، هذه هي الوظيفة التي خلق الله عز وجل الناس لأجلها، الله تعالى خلق الناس لعبادته، وأرسل الرسل لدعوة الناس إلى توحيده جل وعلا بالعبادة، فكيف بنا ننسى وظيفتنا الحقيقية في الله، وحق الله علينا؟.