قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من أخلاق المؤمنين والصديقين والشهداء والصالحين: البشاشة إذا تزاوروا، والمصافحة والترحيب إذا التقوا ".
ومن آداب الصحبة:
-القيام بخدمة من هو دونه في المحل من الإخوان، فكيف بمن هو فوقه أو مثله؟ ويعلم أن سيد القوم خادمهم كذلك.
- قال القاضي يحيى بن أكثم: بتُّ ليلة عند أمير المؤمنين المأمون، فانتبهت في جوف الليل وأنا عطشان فتقلبت، فقال: يا يحيى ما شأنك؟ .. قلت: عطشان والله يا أمير المؤمنين. فوثب من مرقده فجاءني بكوز من ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا دعوت بخادم، ألا دعوت بغلام؟ فقال: لا : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «سيد القوم خادمهم».
- ومن آداب الصحبة أن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب، لا يتلون عليهم في الحالين جميعا.
- أن يراعي لأصحابه ومعاشريه حق لفظه ولحظه ويحفظ لهم ذلك.
- أن لا يمنّ بمعروفه على من يحسن إليه، ويستصغره ويعظم إليه من إخوانه ويستكثره.
- كتب رجل إلى عبد الله بن جعفر رقعة، فجعلها في طرف وسادته التي يتكئ عليها، فقلّب عبد الله الوسادة فبصر بالرقعة فقرأها وردها في موضعها، وجعل مكانها كيسا فيه خمسة آلاف دينار، فجاء الرجل فدخل عليه فقال: اقلب الرقعة فانظر تحتها فخذه، فأخذ الرجل الكيس وخرج.
- وقال الخليل بن أحمد: «من نمّ إليك نمّ عليك، ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر عنك غيرك بخبرك».
- وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يدخل الجنة قتّات»
- وقال بعض الحكماء: من لم يكن عنده وفاء لإخوانه فقد غمّ على نفسه.
وقال الإمام البيهقي : سمعت بعض أصحابنا يقول لما مات أبو بكر بن داود الظاهري استتر عالم اللغة " نفطوَيْه" سنة ثم ظهر فسئل عن حاله فقال: كنت جالسا مع أبي بكر بن داود في العباسية فتذاكرنا الموت فقال: " يا أخي، من حق الأخ على أخيه أن يحزن عليه سنة ويتأدب بقول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما .. ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
يقول : " ثم مات عن قريب، فتذكرت قوله في كتاب الزهد: قليل الوفاء بعد الوفاة خير من كثيره وقت الحياة.. فوفيت لمقالته، وتحزنت عليه سنة".
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟