تبين مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الأسرية والتربوية أن الثقافة الجنسية تعد من الثقافات الشديدة الأهمية التي يجب أن يلتفت إليها المجتمع، وذلك لأهمية العلاقة الحميمة السليمة وعلاقتها باستقرار الأسرة
وتضيف: تتجلي أسباب إهمال المجتمع لتلك الثقافة وعدم إعطائها القدر الكاف من الاهتمام والدراسة هو الخجل بشكل عام. وذلك أمر غير منطقي حيث أنه لا حياء في الدين. فإنشاء علاقة زوجية سوية ومستقرة، يعف بها الرجل زوجته وتعف بها الزوجة زوجها يعتبر من أساسيات الدين لأنه تلعب دوراً كبيراً في استقرار المجتمع كافة وحمايته من المشاكل الأخلاقية والسلوكية.
وتستطرد أيضاً الجهل بأهمية العلاقة الحميمة يعد سبباً آخراً في السهو عن نشر التوعية الجنسية في المجتمع باختلاف طبقاته وفئاته العمرية. وأخيراً وليس آخراً، كثرة اللغط والتخبط في الحديث عن العلاقة الحميمة بين الأفراد وبعضهم البعض.
وتذكر أحياناً نجد من يعط النصيحة ويقوم بتوعية النساء والرجال من هم ليسوا من أهل الخبرة أو زهل العلم. بل إنهم مجرد أناس عاديون يشاركون بآرائهم بناء علي تجاربهم الشخصية. وهذا الأمر بالغ الخطورة لأنه أولاً قد يوقع بصاحبه في فخ الاسترسال بالحديث عن العلاقة الخاصة. وثانياً، قد يكون سبباً في نشر مفاهيم خاطئة حول العلاقة لأن المتحدث لا يتحدث علي أساس علمي، فتحدث نتيجة عنه مشكلة أخري عند من تم نصحه – وهذه دوامة كبيرة مرهقة يمكن تفاديها باتباع بعض الخطوات البسيطة:
1.تدريس مادة الثقافة الجنسية في المدارس، حتي ننشئ جيلاً واعياً ونشبع فضول الشباب والبنات عن طريق منحهم كافة المعلومات العلمية السليمة. وبذلك نكون قد أغلقنا أبواباً كثيرة فاسدة يلجأ إليها معظم الشباب والبنات للبحث عن إجابات لأسئلتهم منها المواقع الإباحية علي سبيل المثال.
2.اهتمام أولياء الأمور بتوعية أبنائهم وتربيتهم تربية صالحة، محفوفة بالأمان والتقبّل وبها الكثير من التشجيع الدائم للأبناء في طرح التساؤلات بحرية وبثقة.
3.التوجه إلي أهل العلم في هذا المجال، وخاصة المقبلين علي الزواج. علي أن يكون هذا الأمر إجراء طبيعي بين العائلات دون حرج والهدف منه هو الحفاظ علي مؤسسة الزواج وحماية قدسيته.