حين يحضر الإنسان الموت، يكون قد وصل لمرحلة الفاصلة بين كل ما فعله وعمله في دنياه، وبين حصاد نتاج هذا العمل، فإما تكون النتيجة (جحيم) وليعاذ بالله، أو نعيم، نسأل الله أن يرزقنا جميعًا هذا النعيم.. فكيف يستبشر الإنسان قبل وفاته بأنه من أهل النعيم؟..
عن عبادة بن الصامت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو بعض أزواجه إنا لنكره الموت، فقال: ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقائه».
هل تحب لقاء الله؟
عليك أن تسأل نفسك: "هل تحب لقاء الله؟".. فالله تعالى إذا أراد بعبده الخير أحسن خاتمته فيموت يوم يموت على أعمال كلها طاعات وحسنات، فتجده محافظاً على الصلوات، ومنشغلا بالطاعات، وباراً بوالديه ومؤديا لحقوق جميع الخلق والبريات، ومبتعداً عن المعاصي والمحرمات.
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قالوا يا رسول الله، وكيف يستعمله، قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته».
فمن كتب الله له السعادة وفاز بحسن الخاتمة كان من أول البشرى له في ساعة الاحتضار، بشرى الملائكة الكرام له حيث أخبر بذلك الملك العلام في قوله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ » (فصلت: 30 - 32).
اقرأ أيضا:
لا تحتقر نفسك ولكن ابحث كيف تعزز من قدراتك.. روشتة تغير من شخصيتكوأفرحتاه
بلال بن رباح رضي الله عنه، حين حضره الموت، كان يرد على الناس وهو في سكرات الموت قائلا: «وافرحتاه.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدًا وصحبه»، فنعم الموتة هذه الموتة، كأنه يرى مكانه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الجنة، وما ذلك إلا لما قدمت يداه من قبل من أفعال خير، فكن كبلال، تموت هذه الموتة، وإياك أن تغفل عن ذكر الله يومًا، فتموت في لحظة يكون لسانك مشغولاً بأشياء أخرى، فتكون شر موتة والعياذ بالله.
قال تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ » (القيامة: 22، 23)، ومن شدة الفرح تظهر ضاحكةً مستبشرة، قال تعالى: « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ » (عبس: 38، 39).