ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من سيدة تقول: "أنا مسافرة خارج مصر، ووالدي متوفى، هل عندما أدعو له، وأسلم عليه، ربنا يرد له روحه، ويرد علي كأني زرته في المقابر؟، أم لابد أن أكون هناك عنده؟، وهل الأفضل زيارة المقابر يوم الجمعة فقط، لأن الأرواح تنتظر من يزورها في هذا اليوم، أم في أي يوم؟، وهل عندما أقول: أستغفر الله لأبي، وأسبح ربنا، وأصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصله ثواب ذلك؟، وهل عند قراءة القرآن يشترط ارتداء الحجاب والوضوء؟".

وأجاب الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: 

عندما أكون بعيدًا عن قبر أبي وأدعو له، يصله الثواب، يُخبر أن ابنك أو ابنتك دعا أو دعت لك، أو أهداك أو أهدتك عملاً صالحًا، لكن هل ترد عليه روحه؟، لا يحدث هذا، لأن الأحاديث والآثار الواردة لا تدل على ذلك، لكن هل عندما أزوره في القبر يشعر بي؟، نعم يشعر بي، ويراني، ويسمع كلامي، وكأنه يفرح بزيارتي.

هل هناك خصوصية ليوم الجمعة؟، نعم هناك خصوصية لليلة الجمعة، تبدأ من يوم الخميس في الليل مع المغرب يبدأ هذا الوقت في الخصوصية، كأن شعور المتوفين بأهليهم يزيد في هذا الوقت، يزيد ليلة الجمعة، ويوم الجمعة، وليلة السبت أيضًا يزداد هذا الشعور لديهم.

يمكن زيارة المقابر مساء الخميس، أو الجمعة كلها، أو ليلة السبت، كل هذه الأوقات يوصل للمتوفى أكثر من الأوقات الأخرى، كأن استعداده لاستقبال كلام الزائرين له وسماعه أعلى من الأوقات الأخرى كما دلت على ذلك الآثار والأحاديث. وعندما أستغفر للمتوفى، اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهب مثل ثواب عملي لأبي، يصله ذلك بالطبع.

عندما تقرئين القرآن لا يشترط لذلك ارتداء الحجاب، لكن يشترط الوضوء على رأي جمهور الفقهاء، ولكن أحيانًا أكون غير متوضئة وصعب علي الوضوء ومع ذلك أريد أن أقرأ القرآن، هناك رأي لدى السادة المالكية، ومذهب الظاهرية يجيز ذلك، لكن الأصل أن أتوضأ قبل أن أقرأ القرآن، ولكن لو أن ذلك كان غير متيسر وفقدت وضوئي، وكنت في المواصلات يجوز لي قراءة القرآن على رأي السادة المالكية، ومذهب الظاهرية.

اقرأ أيضا:

رأي الشيخ الغزالي في الغناء والموسيقى. هذه هي الأدلة التي استند إليها

هل يشعر المتوفى بمن يزوره؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل يشعر المتوفى بمن يزوره بقبره؟".

وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: 

الشخص المتوفى يعلم بمن يزوره عند قبره، ويأنس لهذه الزيارة، ويرد السلام على من يسلم عليه.

ووردت أحاديث تفيد سماع الميت لبعض ما يقوله الأحياء، فعن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ القَلِيبِ، فَقَالَ: وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو أَمْوَاتًا؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لاَ يُجِيبُون"َ.

ما يتعلق بحال حياة الأحياء من معيشة وزواج ونجاح وغير ذلك من متُع الدنيا؛ فليس هناك حديث صحيح يؤيد ذلك، ولأن الميت مشغول بحياته البرزخية عن حياة الدنيا؛ فلا يهمه إلا ما يتعلق بثواب يصل إليه دون غرور الدنيا وزخرفها.