ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل عدم استجابة الدعاء دليل على عدم رضا الله على العبد؟".

وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: 

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن هذه النظرة التشاؤمية في الدعاء بخصوصه، بالقول: "يُستجاب لأحدكم ما لم يَعْجَلْ: يقول: قد دعوت ربي، فلم يستجب لي".

الدعاء في حد ذاته عبادة، والله سبحانه وتعالى يحب أن يسمعه من فلان، وفد يستجيب لآخر، لأنه لا يحب أن يسمع صوته، علينا أن نحسن الظن مصداقًا للحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة، "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما شاء".

عليها أن تحسن الظن، وتعلم أن الدعاء قد يستجيب الله تعالى عين ما طلبت، وقد يستجيب فوق ما طلبت، طلبت رزقًا محدودًا، فرزقها بغير حساب، أو يدفع عنها شرًا، شر في علم الغيب، لولا هذا الدعاء لكان الشر قد نزل، أو أنها تكون بمنزلة عند الله تعالى، لا تصل إليها بعملها، فيكون الدعاء سببًا في بلوغها هذه المرتبة.

هل عدم الاستجابة للدعاء دليل على غضب الله؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من سائلة تقول: "هل عدم استجابة الدعاء دليل على عدم رضا الله عن العبد؟".

وأجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: 

لا ينبغي أن يشك أحد في استجابة الله للدعاء لأنك تسأل كريم معطاء لكنه على قدر الحكمة يعطيك، نحن في هذه الدنيا في دار الحكمة، والآخرة هى دار القدرة، وفي دار الحكمة تعطى فيها بما يصلحك، ولو بسط الله لعباده لبغوا في الأرض، ولكن ينزل بقدر ما يشاء، فهو يعطى بما يعلم أن هذا العطاء فيه صلاح هذا الإنسان.

فليس كل شيء تسأله بالضرورة سيأتيك، وهنا نقول لا يجوز أن يشك مسلم أو يشك إنسان أن الله لا يستجيب، فالله يستجيب قطعًا، ولكن استجابة على مقتضى الحكمة، أي أنك رفعت يدك إلى ربك، وسألته بصدق وإخلاص، إياك أن تظن أن الله لا يستجيب.

غير أنه فى الأحاديث الشريفة ما يعلم المسلم كيف يكون دعاءه مجابًا مباشرة، أي كيف يكون هذا الذي وفق له من الدعاء موافقًا لنور البصيرة، فكلما على الإنسان على مقربة من الله كلما جاء دعائه على وفق مراد الله، فيكون الدعاء وفقًا لمشيئة الله.

سيدنا عمر كان يقول إني لا يحمل هم الإجابة غير أننى أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معى، وفهكذا يجب أن يكون علاقتنا بالله.