مرحبًا بك يا عزيزتي..
أتفهم ما تشعرين به وأقدره جيدًا فأنت كما يبدو لم تحبي من قبل، ولم تتعرفي على رجل قط، فما فعله خطيبك كان إشارات إلى رغبته في الفسخ، كان يمهد، وبوضوح شديد لكنك لم تفطني إليه.
تغيرت مشاعره إن كان صادقًا ويحبك بالفعل في الفترة التي تحدثت عنها، وربما لم يحبك من الأصل وكان يتلاعب بمشاعرك!
نعم، ربما كان هكذا، وأيًا كان وضعه السابق، فمشاعره السابقة والمتغيرة تخصه، وموقفه الرافض الآن يخصه، والمهم هو أنت وحفاظك على مشاعرك، وحمايتك لنفسك من المزيد من الإساءات، والأذى.
المهم الآن هو أن تصدقي أن هذا هو الواقع، ولا تجلسين تبكين على اللبن المسكوب، بل تسارعين لإنقاذ نفسك، وتعافيها من آثار التجربة العاطفية المؤلمة، ولا تستلمي للحزن.
دعي مشاعرك تتحرر بالتعبير عنها، سواء كانت غضب، حزن، ندم، كل هذا من حقك الشعور به، فلا تدفنيها ولا تنكريها، فهذه أولى خطوات التعافي.
عزيزتي.. امنحي نفسك الوقت لينتهي الحزن بسبب ألم الفقد، فكل هذا سيزول، لو صدقتي أنك تستحقين شخصًا مناسبًا، وأن هذا الشخص لم يكن هو، وأنك تستحقين الاحترام، والحب، والتقدير، والقبول، والاهتمام، وأن نفسك مسئوليتك، والرفق بها وحمايتها هو ما يتوجب عليك ولن يفعله أحد بالنيابة، هذا وحده هو ما سيكسر الدائرة المفرغة التي تدورين فيها وتشعرك بالتحطم.
عزيزتي.. الحب فرح، وجدية، ومسئولية، وإلتزام تجاه العلاقة، وعطاء واهتمام متبادل، وقبول وحب غير مشروط، لذا لم أعرف قصدك بأنه كان يحبك "بجنون"، وهل المطلوب أصلًا أن يكون الحب بجنون؟! هل هذا هو الحقيقي الذي يعيش، ويستمر، ويمنحنا الأمان ؟!
عزيزتي.. لعله خير، نعم، فهذه التجربة المؤلمة جاءت لتعلمك معنى الحب الحقيقي، ومعنى الزواج، ومعنى العلاقة الصحية، حتى لا تقعي مرة أخرى في فخاخ علاقة مؤذية هكذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.