أخبار

تعرف على أهم الفروق بين عفو الله ومغفرته

أمر هام كلما فعلته تكون حبيب الله وأقرب إلى رسول الله.. مقطع لا يفوتك

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر

لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)

10خطوات تعين المؤمن علي الابتعاد عن المعاصي .. اتبع هذه النصائح

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات

أول من يكسى في النار.. هذه حلته

"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله".. هل نتقي اليوم.. أو نتقي ما ينشأ في اليوم؟ (الشعراوي يجيب)

دموعي متحجرة بسبب زواج زوجي الستيني وتركه لي.. ماذا أفعل؟

بقلم | ناهد إمام | الخميس 17 فبراير 2022 - 08:28 م

أنا زوجة خمسينية، وجدة، صبرت على علاقة زوجية مؤذية وسيئة 30 عامًا لأربي الأولاد.

والصدمة التي تلقيتها يعد كل هذا العمر، هي زواج زوجي وقد أصبح جدًا من أخرى ويعطيها كل شيء ويحرمني من كل شيء حتى العلاقة الزوجية الحميمة.

أشعر بالغضب الشديد والرغبة في الانتقام، أريد البكاء وأشعر أن دموعي متحجرة ولا أستطيع ذرف دمعة؟!

ماذا أقول لأولادي، وأحفادي، وأزواجهم، وأهلهم؟!

لقد تزوج جدكم؟!

ماذا أفعل؟




الرد:



مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك..

قلبي مع سنوات عمرك الطويلة المهدرة !

نعم، فأنا لا أستطيع تخيل أنك أمضيت عمرك كله في علاقة زوجية مؤذية، غير جيدة ولا سوية، كما قلت، ولأجل ماذا، ولماذا، لعله كان من أجل الاعتقاد الشائع "علشان العيال تتربى"، أم ماذا؟!

لقد رضيت بتشوه ذاتك طيلة هذه السنوات الطويلة، فهكذا تفعل بنا العلاقات المؤذية، تشعرنا بعدم الاستحقاق، عدم الاحترام، ومن ثم خسارة النفس.

العلاقات السامة خاصة تلك القريبة جدًا تؤدي بالضحية للعدمية، وهو أخطر ما يمكن، وما يمهد لاضطرابات نفسية بحسب ظروف كل شخص،  ومتانته النفسية،  وجيناته الوراثية،  إلخ.

العلاقة المؤذية  بلغة التجارة، صفقة خاسرة، ولن تجدي تاجرًا حاذقًا، نبيهًا يرضى بمثل هذه الخسارات.

أنا لا ألومك، ولا أعاتبك، إنما أوضح لك أن ما فعلته كان خطأ، مهما كانت الأسباب والمبررات، هو خطأ.

ما حدث الآن هو نتيجة منطقية لما تقدم من أسباب.

الشخصية المؤذية ليس لديها مشاعر لكي تراعي "عشرة" مثلًا، أو وضع اجتماعي، أو وضع اقتصادي ، إلخ، المؤذي لا يفكر سوى في مصالحه، ومتعته، فآخر ما يمكن أن يفكر فيه المؤذي هو وضع اعتبار لمشاعر الآخرين مهما كانوا.

هذه حقائق، تنطبق على زوجك وأي شخص له سمات شخصية زوجك.

لا أعرف هل أنت غاضبة بشكل رئيس لعدم وجود علاقة "إنسانية" أم عدم وجود علاقة "حميمة"؟!

فبحسب وصفك، أنت حرمت من علاقة إنسانية مع زوجك، فعلاقتك الزوجية التي وصفتها بالسوء والأذى تعني أن حقوقك الانسانية مهدرة وكذلك حقوقك كأنثى، وفي ترتيب العلاقات تأتي هذه في المقدمة، تليها العلاقة والحقوق الجنسية،  فكيف تريدين علاقة جنسية بدون علاقة انسانية؟! بل كيف ترضين بهذا؟!

لقد مر عليك أكثر من ربع قرن من الزمان وأنت مهدرة الانسانية، دموعك المتحجرة كما وصفتها ليست يا عزيزتي وليدة اليوم،  ولا بسبب العام الذي تزوج فيه، بل هي مشاعر تشوهت على مر زمن طويل.

الأمر ليس هينًا.

أكثر من ربع قرت تتجرعين القهر من خلال علاقة وصفها الله بالمودة والرحمة، وكانت على النقيض تمامًا، وترجين في النهاية حسن الخاتمة للعلاقة وكيانك النفسي، فكيف هذا بالله عليك؟!

عزيزتي..

أنت خمسينية، وصبرت على علاقة مؤذية لأكثر من ربع قرن، وعلى الرغم من هول هذا كله، فإنه ليس نهاية العالم!

إذا كان لديك عدم يأس من روح الله، واستطعت القرب من ذاتك، وملامسة الجزء "الشجاع "فيها، وأزحت الجزء المستسلم، الخائف، الجبان،  ستتحررين عندها من الأغلال التي أبقتك في أوحال سحق نفسك بهذا العلاقة المؤذية، وفق تبريرات مخادعة.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك، وتغيير ما بنفسك.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك،  وعدم اختزال نفسك، وحياتك في علاقة.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيحركك لفعل ما فيه مصلحتك، وإبعاد رقبتك بعيدًا عن سكين المؤذي، وعندها سيساعدك الله، فهو سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم كما أخبرنا، فهل أنت مصدقة في هذا،  أم في أنك تستحقين الاستسلام للقهر وعدم الاستحقاق؟!

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيردك إلى ذاتك الحقيقية قبل العلاقة المؤذية، وعندها ستدركين قيمة نفسك، والحياة، وستعيشين "حياتك"، وستقبلين عليها مهما حدث من قبل، وما زال يحدث من حولك.

هذا الجزء الشجاع هو الذي سيجعلك لا تفكرين أول ما تفكرين في الأبناء وأزواجهم وأهلهم وأحفادك، بل ستواجهين، وستكون لديك القدرة على التعامل الصحي المطلوب.

هذا ما يجب أن تركزي عليه، وما تعملي لأجله، فلم يعد في العمر متسع للوم ولا مزيد من القهر لنفسك، ومزيد من السجن في المخاوف،  بل "التغيير"، و"الإنقاذ" لهذه النفس، وإنضاجها، وحبها، واحترامها.

لا تجاوز للأزمة يا عزيزتي بدون العودة لذاتك الحقيقية، والانعتاق من ذاتك المزيفة التي تحمل تشوهات العلاقة المؤذية.

لا تجاوز للأزمة يا عزيزتي بدون العودة لذاتك الحقيقية التي خسرتها مقابل عدم خسارة العلاقة -على الرغم من أنها سامة ومؤذية-، وكانت النتيجة هي خسرانك كل شيء، ذاتك والعلاقة.

آن الأوان لتسترجعي ذاتك الحقيقية ولا تخسريها من جديد أبدًا، فخسارة النفس لا تعوض.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

اقرأ أيضا:

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات



الكلمات المفتاحية

عمرو خالد زواج جد علاقة مشوهة علاقة مؤذية خسارة النفس استحقاق

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أنا زوجة خمسينية، وجدة، صبرت على علاقة زوجية مؤذية وسيئة 30 عامًا لأربي الأولاد.