نصح الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأحنف بن قيس فقال: أي الطعام أحب إليك؟ قال: الزبد والكمأة- الفقع حاليا وهو مشهور بدول الخليج- ، فقال عمر: ما هما بأحب الأطعمة إليه، ولكنه يحب الخصب للمسلمين.
وقال الأصمعي: قال رجل في مجلس الأحنف: ليس شيء أبغض إليّ من التمر والزبد: فقال الأحنف: رب ملوم لا ذنب له.
أعرابي وكسرى:
أدخل أعرابي على كسرى ليتعجب من جفائه وجهله؛ فقال له: أي شيء أطيب لحما؟ قال: الجمل. قال: فأي شيء أبعد صوتا؟ قال: الجمل.
قال: فأي شيء أنهض بالحمل الثقيل؟ قال: الجمل.
قال كسرى: كيف يكون لحم الجمل أطيب من البط والدجاج والفراخ والجداء؟
قال: يطبخ لحم الجمل بماء وملح، ويطبخ ما ذكرت بماء وملح حتى يعرف فضل ما بين الطعمين.
قال: كيف يكون الجمل أبعد صوتا ونحن نسمع الصوت من طائر الكركي من كذا وكذا ميلا؟
قال الأعرابي: ضع الكركي في مكان الجمل وضع الجمل في مكان الكركي حتى تعرف أيهما أبعد صوتا.
قال كسرى: كيف تزعم أن الجمل أحمل للحمل الثقيل والفيل يحمل كذا وكذا رطلا؟ قال: ليبرك الفيل ويبرك الجمل وليحمل على الفيل حمل الجمل، فإن نهض به فهو أحمل للأثقال.
اقرأ أيضا:
معجزة النبوة.. بساطة في المعاملة وعظمة في الوقارعجائب عن الطعام:
-وقال الشاعر عمرو بن العلاء: قال الحجاج لجلسائه: ليكتب كل رجل في رقعة أحب الطعام إليه ويجعلها تحت مصلاى؛ فإذا في الرقاع كلها الزبد والتمر.
- وذكر الأصمعي : قال بعض الأعراب: أشتهي ثريدة دكناء من الفلفل، رقطاء ، من الحمص، ذات حفافين من اللحم، لها جناحان من العراق، أضرب فيها ضرب ولي السوء في مال اليتيم.
- وقال الإمام ابن الأعرابي: يقال: أطيب اللحم عوذه، أي أطيبه ما ولي العظم، كأنه عاذ به.
- ومرّ الفرزدق بأحد وجهاء العرب، فقال له: هل لك يا أبا فراس في جدي سمين ونبيذ زبيب جيد؟ فقال الفرزدق: وهل يأبى هذا إلا ابن المراغة - يعني جريرا- .
- وقال شيخ من أهل المدينة: أتيت فلانا فأتاني بمرقة كان فيها مسقى ، فلم أر فيها إلا كبدا طافية، فغمست يدي فوجدت مضغة ، فمددتها فلم تمتد حتى كأني أزمر في "ناي".
- وعن جعفر بن سليمان من وجهاء بني العباس قال: شيئان لا يزيدهما كثرة النفقة طيبا: الطيب والقدر، ولكن تطيبهما إصابة القدر.