عزيزي المسلم، إياك والظلم، حتى لو كان لشخص على غير دينك، لأن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا فإنه ليس دونها حجاب»، وما ذلك إلا لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وربما ظلمات في الدنيا أيضًا.
فاحذر، أن توقع نفسك بكامل إرادتك في متاهات لا نهاية لها، لأن الله عز وجل قد يقبل توبتك في كل شيء إلا مظالم وحقوق الناس.
إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، واعلم أن الأخذ بظلم يكون شديد جدًا وبلا هوادة، قال تعالى: «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» (هود:102).
قضية الظلم
فاتقاء دعوة المظلوم، إنما إشارة لقضية مهمة يقع فيها كل مسلم بقصد ومن دون قصد، قضية لها من الآثار ما يصعب علينا حصره، قضية الظلم، فقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الظلم وحرمه علينا، وأنزل في كتابه الكريم وفي سنة رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حرمة هذا الفعل وبشاعته، وجعل دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وهذا إن دل فإنما يدل على بشاعة الظلم وعواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع، فلكل ظالم، وإن أجل الله عقابه في الحياة الدنيا، جزاء يوم الحساب، يأتي به
ويأتي بالمظلوم ويُقتص منه شر القصاص، وجزاؤه نار جهنم، حيث لا ينفعه مال ولا بنون، فلا يتهاون الإنسان في ظلمه، وإن كان يشعر بأن ظلمه لا يقهر ويبطش بشكل كبير، لأن الظلم وإن كان بشيء بسيط هو عند الله ظلم كبير للنفس وللغير، وفي ذلك قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم تُحمل على الغمام، وتُفتح لها أبواب السموات، ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي لَأنصرنك ولو بعد حِين».
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكدعوة المظلوم
عزيزي المسلم، من أكثر الأمور التي يجب أن تحذرها فعليًا هي دعوة المظلوم، لأن ورائها رب قادر على تحصيل الحق، ونصرة المظلوم، فإذا كان افتراء الكذب على الناس يترتب عليه ضرر لهم، أو تضييع لحقوقهم، فإنه يعتبر من الظلم الذي يبيح لهم الدعاء على من ظلمهم بافترائه عليهم.
قال الله تعالى: «لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا» (النساء:148)، ومن المعلوم أن دعوة المظلوم من الدعوات التي لا ترد إذا لم يتعد في دعائه ويتجاوز مظلمته، فقد روى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».