يستفتح المسلم الصلاة بقوله: (سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)، وهو عن حديث صحيح رواه مسلم عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن البعض يخطئ في نطقها، والصحيح منها (وتعالى جَدُّك) بفتح الجيم ، قولا واحدا ، وهو العظمة، وبالتالي لا يصح أن يقال بكسر الجيم (جِدُّك) فإن في هذا تحريفا لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم قاله بالفتح ، ولم يذكر أحد من العلماء وجهًا آخر في ضبط الحديث الشريف، ومعنى ذلك، (تعالى كبرياؤك وعظمتك)، كما قال سبحانه في سورة الجن، عن الجن أنهم قالوا: «وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا» (الجن: 3).
معنى عظيم
حينما نقول (تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ)، فإننا نسلم تسليمًا كثيرًا لله عز وجل، بأنه (تقدست وتنزهت وترفعت مكانتك ومنزلتك وعظمتك وشأنك يا رب العالمين)، وفي الحديث: (تبارك اسمُك وتعالى جَدُّك)، أي شأنك ومنزلتك، وفي الدعاء: (ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ)، أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك، وكلمة (جَدّ) من المثلثات اللغوية لأنها تنطق بفتح الجيم، وكسرها، وضمها وتختلف المعاني تبعاً لذلك .
لكن بالتأكيد ورد عنه صلى الله عليه وسلم ألفاظ متعددة في الاستفتاح، ومنها: فقد روى النسائي عن عاصم بن حميد، قال : سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟، قالت : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاءدعاء الاستفتاح
أيضًا لم يتوقف دعاء الاستفتاح عند ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».