يقول التابعي يونس بن عبيد: أتيت محمد بن سيرين، فقلت: قولوا له: يونس بن عبيد بالباب، فقال: قولوا له: أنا نائم، فقلت: قولوا له: إن معي هدية، فقال: كما أنت إذا؟
هل كذب ابن سيرين؟
قال القاضي المعافى بن زكريا: قول ابن سيرين، قولوا له: إنه نائم وليس بنائم، أراد به - والله أعلم - أنه نائم بعد هذا الوقت، كقول الرجل: أنا قادم غدا، قال الله عز وجل: " إنك ميت وإنهم ميتون "، وابن سيرين ممن تنزه عن الكذب لدينه وورعه. وقد روي عنه في ذم الكذب أشياء كثيرة.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟صدق وصراحة:
1-قال الكسائي: كنت يوما أقرأ على حمزة فدخل سليم فاضطربت، فقال لي حمزة: يا هذا، تقرأ عليّ وأنت مستمر حتى إذا دخل سليم اضطربت؟ قلت: إني إذا قرأت عليك فأخطأت قومتني، وإذا أخطأت فسمعني سليم عيّرني.
2- أتى الحجاج برجلين من الخوارج، فقال لأحدهما: ما دينك؟ قال: دين إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، فقال: يا حرسي اضرب عنقه.
ثم قال للآخر: أنت ما دينك؟ قال: دين الشيخ يوسف بن الحكم - يعني أبا الحجاج - قال: ويحك أخبرته؟ لقد كان صواما قواما، يا حرسي، خلّ عنه.
فقال: ويحك يا حجاج، أشقيت نفسك وأثمت بربك، قتلت رجلا على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ".
فقال: أبيت، يا حرسي، اضرب عنقه، فانطلق به فأنشأ يقول:
سبحان رب قد يرى ويسمع .. وقد مضى في علمه ما تصنع
ولو يشا في ساعة بل أسرع .. فيرسلن عليك نارا تسطع
فيترك السرير منك بلقع
3- وكان أحد التابعين إذا دخل داره قال لجاريته: إذا سأل عني أحد فقولي لا ندري في أي موضع هو، فإنكم لا تدرون في أي موضع أنا في الدار.
4- وكان الإمام أحمد مع الإمام المروزي في جماعة داخل داره، فطلب رجل الإمام المروزي، فوضع إصبعه في بطن كفه وقال : المروزي ليس هنا- أي أنه ليس في بطن كف- كنوع من المعاريض.