مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر تمامًا مشاعرك، فهذا هو ما تفعله "الخيانة"، تطعن كل شيء في مقتل.
صحيح أن للخيانة درجات أقصاها الجسدية، إلا أنها تبقى خيانة، تشكك الزوجة في نفسها، وتهز صورتها أمام نفسها، وتحولها إلى "مخبر"، وتشرخ العلاقة فلا تعود أبدًا كالسابق، إلا بتوبة وعودة حقيقية من الزوج واعتذار وبدأ صفحة جديدة، وهذا غير متوافر في حالتك، بل إنكار، ووصمك أنت بالنكد في محاولة لـ"قلب الطاولة عليك".
زوجك يا عزيزتي لا يكتف بخيانته وعدم اتزانه العاطفي والنفسي، بل يستخدم من الألعاب والدفاعات النفسية ما يؤكد له أنه زوج طبيعي، فيهوّن من شأن ما يفعل، ويهوّل رد فعلك الطبيعي، والمنطقي.
لا أعلم ما هي أوضاعك المالية، هل موقفك قوي أم ضعيف؟! هل لديك مهنة أم لا؟ّ هل لديك علاقات واهتمامات أم لا؟!
نحن لا نستطيع اتخاذ قرار يا عزيزتي بدون أدوات قوية، تساعدنا، وليس هذا تشجيعًا على الطلاق، لكنه إشارة إلى ضرورة أن تتعاملي مع الأمر على أنك شخص حر بالغ وراشد ومن حقه أن يختار ويقرر لا يستسلم، ويرضى بالعجز وقلة الحيلة.
لاشك أن المشاعر غير الجيدة المحتقنة والمرشحة للمزيد من الالتهاب والاحتقان، تؤدي إلى آثار نفسية وجسدية مرضية، عليك كزوجة مكلومة، مجروحة نفسيًا، وأولادك أيضًا.
فما تعيشينه وأولادك هو الشكل النموذجي للتفكك الأسري، وهو لن يبقى عند حد شكل الأسرة فحسب بل يتسلل إلى نفوس الجميع، وهنا تغرس بذرة قوية للاضطرابات النفسية لدى الصغار، فضلًا عن تشوه تصوراتهم عن العلاقات، والزواج.
أنت محتاجة لدراسة واقعك من كل النواحي يا عزيزتي، وتقوية نفسك ما استطعت، وعدم خداع النفس، وتعجيزها، وخسارتها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.