(هل صليت على نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم اليوم)، فإن لم تفعل فأنت في خسارة كبيرة وعظيمة، بينما إن فعلت، فأنت فزت ورب الكعبة بالكثير والكثير، فكل الحوائج تُقضى بها، فتذهب الأحزان والهموم والأزمات والمشاكل، وتسقط الابتلاءات، بينما لا يأتي سوى الفرح والسكينة والطمأنينة، فكيف بنا نختار الهم، بينما بأيدينا نستطيع أن نخرج من كل كرب وهم في لحظات، فالله وملائكته يصلون على خير الأنام، فكيف بنا لا نصلي عليه؟.
قال الله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً» (الأحزاب/56)، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله، في " جلاء الأفهام " : «والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسول الله فصلوا أنتم أيضـًا عليه ، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمـًا ؛ لما نالكم ببركة رسالته ويُمْنِ سفارته ، من خير شرف الدنيا والآخرة».
فضائل متعددة
للصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، أفضال لا نهاية لها، وقد ذكرت أحاديث عديدة في هذا الشأن، فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال : أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال : «أتاني جبريل قال : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرًا ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال : « من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا »، وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أتاني آتٍ من ربي فقال : ما من عبدٍ يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا »، فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك ؟ قال : إن شئت ، قال : ألا أجعل ثلثي دعائي ؟ قال : إن شئت ، قال : ألا أجعل دعائي كله قال : « إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة »، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رغم أنف رجل ذُكرتُ عنده فلم يصل عَليَّ ، ورغم أنف رجل أدرك أبويه عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له».
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكأمر واجب
الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هي أمر واجب على كل امريء مسلم، موقن بالله عز وجل وموحدًا به، إذ يقول ابن كثير في تفسيره: «وحكى بعضهم أنه إنما تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في العمر مرة واحدة امتثالاً لأمر الله عز وجل، ثم هي مستحبة في كل حال.
وهذا هو الذي نصره عياض بعدما حكى الإجماع على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الجملة، ولى العموم فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونها امتثالاً لأمر الله بها فهي أيضاً مرغب فيها لما لها من الفضل والخير، والمحروم بل والبخيل من سمع ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي».