عزيزي المسلم، إياك أن تعترض أو تجزع من الابتلاءات فإنما هي (المطهرة) لكل ذنوبك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة».
فكأن الله يطهرك من الخطايا والذنوب، لحظة بلحظة، ودرجة درجة، فلا تيأس أو تعترض، وثق في أن الله يحبك، وإنما يبتليك ليرفع عن الذنب تلو الذنب، فالصبر يكون على طاعة الله ، ويكون بفعل أوامره وترك نواهيه، ويكون بحبس النفس على عدم الضجر عند وقوع أقدار الله المؤلمة، وذلك بالصبر على المصائب، والصبر عند هوجة الغضب.
عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى قال: «من كظم غيظًا وهو قادرٌ على أن يُنفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق حتى يُخيِّره من الحور ما شاء».
الصبر على البلاء
الصبر على البلاء من شيم المؤمنين، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
والابتلاء يأتي من الله لأمور كثيرة، فتارة يكون لتكفير الخطايا ومحو السيئات، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، وتارة يكون لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات، كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فلا يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة».
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكمضاعفة الأجر
أيضًا الابتلاءات تأتي لمضاعفة الأجر، ولكي تظهر للناس صبرهم ورضاهم، وبالتأكيد هذا ليس نقصاً ولا عذابًا من الله عز وجل، فتارة يقع البلاء لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين.
قال الله تعالى: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» (العنكبوت:2-3)، فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليعرف الناس من هم الصابرون على البلاء من غير الصابرين، وتارة أخرى يعاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر».