رفض الدكتور عباس شومان وكيل الازهر السابق وخطيب الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدعوات لإعطاء المرأة إجرا ماليا عن قيام بتربية اولادها ورضاعة اطفالها وخدمة بيتها معتبر هذا الأمر إهانة مزدوجة للمرأة كونه يحولها لأداة للمتعة فقط وخادمة مستأجرة وهو ما يرفضه الإسلام جملة وتفصيلا
وقال شومان خلال خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر ، إن المطالبين بأحقية المرأة في الأجرة لتربية ورضاعة أطفالها، لم ينصفوها كما يزعمون.
وأضاف عباس شومان، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن هؤلاء أهانوا المرأة مرتين، مرة لتحويل المرأة لكونها زوجة فقط يقتصر دورها فقط على المتعة مدفوعة الأجر مقدما وهو المهر، وهذا لا يليق بالمرأة.
وأشار إلى أن هذه إهانة للمرأة التي كرمها الإسلام، كما أهانوها مرة أخرى، حين طالبوا بأجرة لها على خدمة بيتها وأولادها فقد حولتموها إلى خادمة مستأجرة لا فرق بينها وبين أي امرأة تستأجر للخدمة.
وتساءل خطيب الأزهر: هل هذا إنصاف للمرأة وهل هذا تفكير عقل مفكر يفكر لمصلحة المسلمين؟ مؤكدا أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة وجدانية عاطفية روحية، فلماذا يحاول البعض تحويلها إلى شركة تجارية كل ما فيها هي الأرقام وفقط.
واستشهد خطيب الجامع الأزهر، بقوله تعالى "وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ".
وذكر عباس شومان، ما فعله الرسول مع ابنته السيدة فاطمة لما اشتكت من تعب الرحا وعلمت أن رسول الله قد أوتي بسبي من العبيد، فسعت لأن تحصل على خادم يساعدها، فما كان من النبي إلا ذهب إليها في بيتها فوجدها وقد استعدت للنوم مع زوجها، فجلس إليهما وقال "ألا أخبركما بخير مما سألتماه ، قال لهما: إذا أتيتما مضاجعكما فكبرا الله أربع وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وسبحا ثلاثا وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتماه".
وأكد أن النبي، أراد أن يبقي ابنته وحبيبته في شرف خدمة بيتها ومشاركة زوجها الذي يسعى ويكدح ليعود لها بالرزق، فهذه هي الحياة الزوجية، فمن وسع الله عليه الرزق فلينق على بيته وزوجته وإن كان قادرا على الإتيان بالخدم فليفعل لراحة أهل بيته، ومن لم يوسع عليه الله فلينفق مما أتاه الله.
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟وفي نفس السياق اكد وكيل الأزهر السابق إن قضايا المرأة يستغلها المتربصون بالإسلام لإشغال الناس بها ، بحجة إنصاف المرأة، وإن كانت حق يراد به باطل.وأضاف شومان، ، أن المرأة تتعرض لظلم في مجتمعنا ولكن هذا الظلم لا يتعلق بالأحكام الشرعية حتى يسعى هؤلاء لتغييرها، كما فعلوا بالمواريث فأرادوا أن يساووا بينها وبين الرجل.
وأشار إلى أن هؤلاء لا يعلمون أن أحكام المواريث لا تقبل الاجتهاد ، ونسوا أن المرأة ترث في عشر مسائل أكثر من الرجل، وربما ترث ولا يرث رجل يساويها.
وضرب خطيب الجامع الأزهر مثال على ميراث المرأة دون الرجل، ففي حالة لو مات شخص وترك جدا وجدة لأم فكلاهما على نفس الصلة بهذا الحفيد، فالتركة هنا تذهب كاملة للجدة لأم فرضا وتعصيبا ولا شئ للجد لأم