مرحبًا بك يا عزيزتي..
"ما لا يقتلني يقويني"، مقولة شاعت، ولاقت من السخرية ما لاقت من البعض، ربما لأنهم لم يفهموا معناها، وربما لأنهم لم يطبقوها، فما لا يقتلنا يا عزيزتي "يعلمنا" وعندما نتعلم نقوى، ونتغير.
ما خلق الله الألم إلا لحكمة التعلم، وهكذا الخبرات المؤلمة، فالخبرات عمومًا تعلم، والمؤلمة تعلم أكثر، وأعمق.
من لا يتعلم من أول خبرة مؤلمة، لا شك سيكررها، وهو ما حدث معك.
ونحن لا نتعلم إلا عندما "نتوقف" لنعرف ماذا حدث ولماذا؟، وهذا هو المطلوب منك الآن، أن تتوقفي عن فعل أي شيء سوى الجلوس مع نفسك، واخراج الفكرة أمامك على الورق وكتابة ما حدث في كل خبرة مؤلمة، وكيف تصرفت فيها، وما هي الأخطاء التي ارتكبتيها، وما هي القرارات الصائبة التي اتخذتيها، والخاطئة، وما هي سمات الشخصية لكل شخص خضت معه هذه التجارب المؤلمة، وما أوجه التشابه بينهم، والاختلاف، ما هي خسائرك في كل مرة مادية ومعنوية، وما هي مكاسبك إن وجد، وهل هي مكاسب حقيقية أم وهمية، وهكذا.
بعد هذه الخطوة، اجلسي مرة أخرى مع نفسك، وقيمي تجاربك، وما تعلمته منها، واتخذي قرارًا حاسمصا وحازمًا بعدم تكرار الأخطاء، وعدم السماح أبدًا باستباحة مشاعرك، أو جسدك، أو عمرك، وأعيدي ترتيب حياتك، وطريقة تفكيرك، لتتغير حياتك للأفضل، وتتحسن اختياراتك، وتشعرين بالاستحقاق لكل خير.
إن عجزت عن فعل هذا وحدك فلا بأس أن تطلبي المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية، ولكن أبدًا لا تتقاعسي عن فعل ما أشرت به عليك لانقاذ نفسك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.