أهلت علينا ليلة النصف من شعبان فمع أذان المغرب تبدأ , هذه الليلة المباركة ومن المهم هنا التأكيد أن ليلة النصف من النصف من شعبان قد وردت فيها أحاديث كثيرة تبين بمجموعها أن لها فضلا ومقاما رفيعا في الأثر .
وقد أخرج الدارقطنى وابن شاهين وابن ماجه والبيهقي فى فضائل الأوقات وغيرهم عن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ﷺ : "هذه ليلة النصف من شعبان قوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا لغروب الشمس فيقول : هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من مسترحم فأرحمه؟ هل من مسترزق فأرزقه ؟ حتى يطلع الفجر.
بل أن الله تعالي كما أخبر رسول الله ﷺ كما أكدمنشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من لطفه بعباده ينزل إلى السماء الدنيا كل يوم فى ثلث الليل الأخير، وفى هذه الليلة ينزل لغروب الشمس، مما يؤكد أن لها فضلا على سائر الليالى، والنبى ﷺ فيما أخرجه ابن أبى شيبة عن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ : " يطلع الله على الخلق فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للجميع إلا لمشرك أو مشاحن "
، وفى رواية أخرجها الإمام أحمد فى مسنده " أو قاتل نفس " ، وفى شعب البيهقى " أو زانية أو عاق " ، فى روايات كثيرة تبين أن الله سبحانه وتعالى يغفر للخلق فى هذا اليوم بشرط أن يكون من المؤمنين، وبشرط أن يكون من الخاطئين الذين تابوا إلى الله ؛ ورفعوا خطيئتهم وحلوا عنها وارتحلوا من سخطه سبحانه وتعالى إلى رضاه، فإنه يقبل التوبة عن عباده ويؤيدهم بمدد من عنده.
فى هذه الليلة أكثروا فيها من الصلاة ومن الدعاء، واسألوه تعالى كما أرشد ﷺ السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها فى ليلة القدر " سلِ الله العفو والعافية " فإذا ما سألنا الله تعالى العفو والعافية فى الدنيا والآخرة ،عافانا فى أبداننا وفى أنفسنا وعفا عنا فاستجاب لنا الدعاء .
وفي هذا السياق رسم لنا النبي ﷺ وظائف ليلة النصفمن_شعبان ، وظائف نهارها ، فيقول: «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله». فالمسألة يسيرة على من يسرها الله عليه، وإذا راجعنا كلام أهل الله في كيفية القيام، قالوا: إن قيام الليل يبدأ بحضور جماعة العشاء وجماعة الفجر،
العلماء والفقهاء تابعوا قائلا : فمن حضر جماعة العشاء وجماعة الفجر، فكأنه دخل في أول مستوى من مستويات قيام تلك الليلة، أو أي ليلة كريمة، بدايتها حضور صلاة العشاء جماعة في المسجد، مع حضور جماعة الفجر في المسجد، هذه هي البداية، ونهايتها أن تقوم تلك الليلة كلها، ووظائف هذا القيام تتمثل في قراءة القرآن، ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾، ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟ومن وظائف هذه الليلة -النصف من شعبان -بحسب الوصف النبوي : ذكر الله، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ ، وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا، علمنا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نكررها ونعيدها، فقد كان يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة». وأهل الله أطلقوا على هذه الخمسة: الباقيات الصالحات؛ لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى..