كثير ما نخطئ ثم نعود إلى الله، والمسلم يجب أن يكون كذلك، مهما أخطأ وأذنب، عليه العودة سريعًا إلى الله عز وجل، فخير الخطائين التوابون، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك على كل مسلم أن يتعلم الطرق التي توصله إلى ذلك.
ومن أهم هذه الطرق التي تعيد المسلم إلى ربه سريعًا، الحفاظ على صلاة الضحى، لأنها بالأساس صلاة الأوابين، أي كثيري الرجوع إلى الله عز وجل، فمن حافظ عليها كتب منهم لاشك، فقد ثبت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أن صلاة الأوابين حين ترمض الفصال -أي شدة وقع الشمس على الرمل وهي شدة الحرِّ-.
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون فقال: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال»، وزاد ابن أبي شيبة في المصنف، بقوله: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى».
فضل عظيم
لصلاة الضحى فضل عظيم، إذ أنها تأتي في وقت يتكاسل فيه الناس عن الصلاة، فمن قام وتوضأ وصلى فله بكل تأكيد أجر عظيم، فعن عمرو بن عَبَسة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««صَلِّ صلاةَ الصبح، ثم اقْصُرْ عن الصلاة حتى ترتفع الشمس قِيْدَ رمح، فإنها تَطْلُعُ حين تَطلُعُ بين قرني شيطان، وحينئذ يَسجدُ لها الكفار، ثم صلِ فإن الصلاة مشهُودةٌ محضُورةٌ حتى يَسْتَقِلَّ الظِّلُ بالرُّمْح، ثم اقْصُرْ عن الصلاة، فإنه حينئذ تُسْجَرُ جهنم، فإذا أقبل الفيء فَصَلِّ، فإن الصلاة مشهُودةٌ محضُورةٌ حتى تُصلي العصر، ثم اقْصُرْ عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تَغْرُبُ بين قَرْنَيْ شيطان، وحينئذ يسجدُ لها الكفار»، إذن من أراد التقرب إلى الله عز وجل فعليه بالمحافظة على صلاة الضحى كبقية الصلوات، ذلك أن الله يطلع عليك، وكأنها تفرق بين المؤمن والمنافق.
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟تعدل عمرة
لصلاة الضحى أيضًا أسرار عظيمة، لا يعلمها إلا من حافظ عليها، واهتم بالقراءة في فضلها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ؟ من توضأ ثم غدا إلى المسجد بسبحة الضحى ، فهو أقرب مغزى ، وأكثر غنيمة ، وأوشك رجعة».
ومن فضلها أنها تعدل عمرة، فعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين».