أخبار

توقفي عن هذه الأشياء الثلاثة الخطيرة أثناء غسيل الملابس

دراسة: التلقيح الصناعي يزيد من خطر إصابة الأطفال بعيوب في القلب

أمثلة جاء بها العرب من وحي القرآن الكريم

7شمائل ومناقب خص بها الله رسولنا الكريم ..كان خلقه القرآن

كيف جاءت أسماء سور القرآن الكريم وترتيبها ..وحي أم اجتهاد بشري؟

7 مراتب للنفس البشرية.. هكذا ذكرت في القرآن الكريم

أغرب قصص التوبة.. يعلن توبته بعد أن شرب الكلب سم الأفعى بدلاً منه

نصيحة ذهبية من "عمرو خالد" لأب حرم ابنه الوحيد من موهبته عقوبة له

يهتز لها عرش الرحمن.. من عجائب الاستغفار

"كذبات خليل الرحمن الثلاث".. هل تعرف قصتها؟

لماذا قتل الخضر الغلام رغم عدم ارتكابه لأي ذنب؟.. تعرف على الحكمة الإلهية

بقلم | أنس محمد | الاثنين 24 يونيو 2024 - 07:41 ص


تثار بعض الشبهات حول القرآن الكريم، من حيث الطعن في بعض الأحداث والمواقف والآيات التي يجادل فيها أعداء الإسلام، نتيجة فكرهم القاصر لمقاصد القرآن الكريم وغاياته، وأهدافه، والحكمة الإلهية من هذه الأحداث وهذه التكاليف، ومن بين هذه الأحداث، قصة قتل الخضر عليه السلام للغلام الصغير رغم كونه مازال صغيرا غير مكلف ولم يرتكب أي ذنب، غير أنه قتل على اعتبار ما سيكون من شقاء أبويه بسببه عند كبره، وهذا في علم الغيب لم يأمر به الإسلام، حيث يرفض الشرع الشريف محاسبة أي شخص على اعتبار ما يكون، دون أن يفعل جرمًا محددًا.

ومن الأسئلة المثارة حول القصة طالما أن الله يعلم بأن هذا الغلام سيرهق أبويه فلماذا خلقه من الأساس، ولماذا أمر الخضر بقتله، وهو لم يرتكب أي ذنب بعد.

ويقول العلماء إن من حكمة الله البالغة في تدبير أمور خلقه، ما ورد في القرآن حول هذه القصة، من قتل الخضر للغلام، فالواجب التسليم له، فإن الله حكيم في تدبيره لأمور خلقه فيما يقدره على عباده يخلق ما يشاء ويختار، ويهدي من يشاء ويضل من يشاء، يحيي من يشاء ويميت من يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

فقد وردت القصة في معرض تعليم موسى عليه السلام لعبادة التسليم والإذعان، والإيمان بأن أفعال الله كلها خير وحكمة، حتى وإن لم تعجبك، أو كانت ضد مصلحتك التي تعتقد فيها، ولا حرج على العبد بعد التسليم أن يبحث عن حكمة شيء ما، وقد تكلم أهل العلم على مسألة الغلام، فذكر بعضهم أنه كان بالغاً وكفر بالله فحسم الله شره وتأثيره على أبويه بالقتل، ويدل لهذا إطلاق كلمة الغلام على البالغ في اللغة العربية، وقيل كان لصاً قاطعاً للطريق وكان أبواه يتستران عليه فقتله لئلا يسبب لهما الشر، وقيل كان التكليف في شريعة الخضر غير مشروط بالبلوغ فحد بالقتل للصوصيته، وقيل كان صغيراً فقتل من باب دفع الضرر كقتل الحيات والسباع العادية لا من باب القتل المترتب على التكليف، وقيل كان صغيراً وقتل لدفع شره ولصوصيته لأن الصبي إذا صال ولم يمكن دفعه إلا بالقتل قتل.

التسليم والإذعان لله



وبغض النظر عن هذه الحكمة في هذه الاجتهادات العلمية، إلا أن القصة كلها في معرض التسليم والإذعان لله، ومن الفوائد والحكم ابتلاء الأبوين حيث فرحا بميلاده ثم حزنا على فقده، فإن صبرا نالا بذلك أجرا عظيماً، وقد انزل الله حكمة أخرى من خلال خلق هذا الغلام رغم علمه بفساده، فالله تعالى خلق عباده لعبادته فمن عصى واعتدى عاقبه بما يشاء، ومن حكم هذا كثرة ثواب الأنبياء والدعاة والمجاهدين في دعوتهم الناس للطاعة والاستقامة وقمع أهل الفساد بإقامة الحدود الشرعية، فلا يعقل أن يقال في قاتل النفس إذا قتل لمّ لم يخلقه الله أصلاً، فالله تعالى خلق الخلق وابتلاهم وجازاهم على أعمالهم.

قال الشوكاني في "فتح القدير": وقد استشكل بعض أهل العلم قتل الخضر لهذا الغلام بهذه العلة، فقيل: إنه كان بالغاً وقد استحق ذلك بكفره، وقيل كان يقطع الطريق فاستحق القتل لذلك، ويكون معنى فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً: أن الخضر خاف على الأبوين أن يذبا عنه ويتعصبا له فيقعا في المعصية، وقد يؤدي ذلك إلى الكفر والارتداد. والحاصل أنه لا إشكال في قتل الخضر له إذا كان بالغاً كافراً أو قاطعاً للطريق؛ هذا فيما تقتضيه الشريعة الإسلامية. ويمكن أن يكون للخضر شريعة من عند الله سبحانه تسوغ له ذلك. وأما إذا كان الغلام صبياً غير بالغ، فقيل: إن الخضر علم بإعلام الله له أنه لو صار بالغاً لكان كافراً يتسبب عن كفره إضلال أبويه وكفرهما، وهذا وإن كان ظاهر الشريعة الإسلامية يأباه؛ فإن قتل من لا ذنب له ولا قد جرى عليه قلم التكليف لخشية أن يقع منه بعد بلوغه ما يجوز به قتله لا يحل في الشريعة المحمدية، ولكنه حل في شريعة أخرى، فلا إشكال.

فما جرى كان بأمر من الله تعالى ولحكمة أرادها؛ ولذلك قال العبد الصالح: رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي. {الكهف:82}. فهو- سبحانه وتعالى- الذي أمر الخضر بقتل الغلام، كما أمر بعض ملائكته بنفخ الروح فيه أولا؛ فله الحكم وإليه الأمر؛ يأمر من يشاء من عباده بتنفيذ ما يشاء من أوامره، وهو القادر على أن يحيي من يشاء ويميت من يشاء بدون سبب أو واسطة. لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

الكلمات المفتاحية

لماذا قتل الخضر الغلام رغم عدم ارتكابه لأي ذنب؟ سورة الكهف غلام سورة الكهف الخضر وموسى

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تثار بعض الشبهات حول القرآن الكريم، من حيث الطعن في بعض الأحداث والمواقف والآيات التي يجادل فيها أعداء الإسلام، نتيجة فكرهم القاصر لمقاصد القرآن الكري