ماذا تنوي عند تلاوة القرآن الكريم؟.. لاشك أن قراءة القرآن الكريم من أعظم الطرق للتقرب والتعبد إلى الله عز وجل، لكن هل للنية أهمية هنا، أم يكفي أننا نقرأ القرآن فقط بقصد الثواب والأجر؟، الحقيقة أن القراءة بهذه النية فقط، يمنعنا عن عظيم منافع وعلوم القرآن الأخرى، خصوصًا أن الأعمال بالنيات، كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
فالقرآن منهج حياة، والنية تجارة العلماء ومن هذا المبدأ على كل مسلم أن ينوي عدة نوايا قبل قراءة القرآن الكريم، ليتكسب منها الكثير والكثير، وصدقًا سيجد خيرًا لا مثيل له، ففي صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة فقرأها، ثم النساء فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مسترسلًا إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ».
نوايا متعددة
على الرغم من أن بعض العلماء يرفض تحديد النية قبل قراءة القرآن، لأن النية من الأمور التي لا تقع إلا عبادة، فلا تشترط فيها النية، سواء كان ذلك أثناء الصلاة أم خارجها، إلا أنه لو ملئت قلبك بنوايا الخير كلها، فما الضرر في ذلك؟، وبالتالي من الممكن أن تقرأ القرآن لأجل العلم والعمل به، أو بقصد الهداية من الله، أو بقصد مناجاة الله تعالى، أو بقصد الاستشفاء به من الأمراض الظاهرة والباطنة، أو بقصد أن يخرجنك الله من الظلمات إلى النور، أو لأنه علاج لقسوة القلب، وفيه طمأنينة القلب، وحياة القلب، وعمارة القلب، أو حتى لا أكتب من الغافلين وأكون من الذاكرين، أو بقصد زيادة اليقين والإيمان بالله، أو بقصد الامتثال لأمر الله تعالى بالترتيل، أو للثواب حتى يكون لى بكل حرف 10 حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، أو حتى أنال شفاعة القرآن الكريم يوم القيامة، وكلها أمور جيدة والنية منها خير كبير لاشك.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعتجارة مع الله
على المسلم أن يتاجر مع الله، وهل هناك أعظم أجرًا أو تجارة أو مكسب من قراءة القرآن؟.. بالتأكيد لا، فالحرف بحسنة، فهل هناك أعظم من هذا مكسب؟.. بالتأكيد لا.
عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف، ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف»، إذن عزيزي المسلم، حاول أن تقرأ القرآن بنوايا متعددة، وإخلاص كامل، ويقين في الله عز وجل، صدقًا ستنال كل ما تتمنى حتى وإن لم تطلبه، فهيا لنكون من أهل القرآن، وهذه هي التجارة مع الله المضمونة الرابحة، والتي يعطي الله عليها من فضله الكريم وعطائه الذي لا ينفد.