خلق الله تعالى الملائكة من نور وأوجب علينا الإيمان بهم وجعل هذا من أركان الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها..
وظائف الملائكة:
وللملائكة وظائف كثيرة منها أن جبريل (عليه السلام): إبلاغ الوحي، ميكائيل (عليه السلام): إنزال المطر وإنبات النبات، إسرافيل (عليه السلام): النفخ في الصور يوم القيامة، ملك الموت (عليه السلام): قبض الأرواح وله أعوان من الملائكة، رضوان (عليه السلام): خازن باب الجنة، الزبانية: هم تسعة عشر ملك اوكلهم الله تعالى بالنار فهم خزنتها وكّلهم يقومون بتعذيب أهلها، حملة العرش: حملة عرش الرحمن أربعة وإذا جاء يوم القيامة أضيف إليهم أربعة آخرون.
الملائكة الحفظة الكتبة:
ومن وظائف الملائكة ما يعرف بالحفظ والكتابة وهو الملائكة الكتبة الحفظة، قال الله تعالى: "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ"، وهؤلاء مختصون بكتابة أعمال بني آدم غير أن لهم وظيف الحفظ فهم مأمورون بأمر الله بحفظه وقد لتا أحاديث كثيرة على هذه الوظيفة السامية للملائكة وجاءت احاديث كثيرة تبين منزلة هذه الوظيفة من هذه الأحاديث ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: إذا همَّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه، فإن عملها فاكتبوها سيئة، وإِذَا همَّ بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حَسنة، فإِن عملها فاكتبوها عشْرا) رواه مسلم. قال المناوي: "وفيه دليل على أن المَلَك يطلع على ما في قلب الآدمي، إما بإطلاع الله إياه، أو بأن يخلق له علمًا يدرك به ذلك".
تعاقب الملائكة:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنَّهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرُج الذين باتوا فيكُم فيسألُهُم وهو أعْلَم بهم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهُمْ يُصَلُّون، وأتيناهم وهُمْ يُصَلُّون) رواه البخاري. قال الطيبي: "(يتعاقبون) تأتي طائفة عقيب طائفة، واجتماعهم في الوقتين من لطف الله وكرمه بعباده، ليكون شهادة لهم بما شهدوه من الخير.. قال الأكثرون: إن هؤلاء الملائكة هم الحفظة الكُتّاب، وقيل: يحتمل أن يكونوا غيرهم". وقال القاضي عياض: "ومعنى (يتعاقبون): أي: يأتي طائفة بعد أخرى.. وسؤال الله لهم على ظاهره، والله أعلم بهم.. كما أمرهم أن يكتبوا أعمالهم وهو أعلم بالجميع، ويحتمل أن يكون هؤلاء هم الحفظة الكُتّاب، وأن ذلك مما يخص كل إنسان، وعليه حمله الأكثرون، وهو الأظهر، وقيل: يحتمل أن يكون من جملة الملائكة لجملة الناس". وقال ابن حجر: "قوله: (ملائكة) قيل: هُمُ الحفظة نَقَله عِيَاضٌ وغَيْرُه عَنِ الْجُمْهور.. وقال الْقُرْطبِيُّ: الْأَظْهر عِنْدِي أَنَّهُمْ غَيْرُهم".
كتابة الحسنات والسيئات:
كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قالت الملائكة: رَبِّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبْصر به - فقال: ارْقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإِن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها مِن جَرَّايَ) رواه مسلم، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك، فمَن هَمَّ بحسنة فَلَمْ يَعْمَلْها، كتبها اللَّهُ له عِنْده حسَنةً كاملة، فإنْ هو هَمَّ بها فعَمِلها، كتبها اللَّهُ له عِنْده عَشْرَ حَسَنات، إلى سَبْعِ مائةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرة، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبها اللَّهُ له عِنْدَه حَسنَةً كامِلَة، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحدة) رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقولُ اللَّه: إذا أراد عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلها، وإنْ تَرَكها مِنْ أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَة، وإذا أراد أنْ يَعْمَل حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها له حسنة، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها له بعَشْرِ أمْثالها إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف) رواه البخاري.