مرحبًا بك يا عزيزي..
لاشك أنك في القلب من الضغوط النفسية، أنت كمن فرض عليه القتال، وهو كره له، وبشكل مفاجيء، صادم، فارتدى درع الحرب بدون أن يلتقط أنفاسه ولو للتفكير، وبصرف النظر عن مشاعرك وقدراتك.
أخشى عليك يا عزيزي من انهيارك نفسيًا بسبب تحملك فوق الطاقة النفسية، ومعاناتك جسديًا كانعكاس، وهو ما بدأ يظهر لديك كما ذكرت.
عندما نجابه ظروفًا وأقدارًا بدون اختيار، ولا حيلة لنا فيها، فلا حل سوى "القبول"، مهما يكن الأمر مؤلمًا، والنظر لميزة فيك وهي "المسئولية" وهي مكون "ذهبي" في شخصيتك وتكوينك لا ينبغي الندم بشأنه.
أما الأخرى فهي أعمار إخوتك ومراحلهم الدراسية، فالمؤكد أن أحدًا منهم مثلًا في المرحلة الجامعية، والثانوية، وهذه أعمار يمكنها أن تساند، وتتولى المسئولية والمشاركة معك.
وأخيرًا، الحياة لم تنته بعد، وأنت صاحب إنجازات ليست لأي أحد، فالحياة ليست زواجًا فحسب، وأتفهم جيدًا أنه حق لك، ولكن لابد من إدراك أن الحياة واسعة وأنت عشتها بعمق ومبكرًا، وأن الزواج رزق سيأتي في موعده الذي كتبه الله.
عزيزي لا تضيع انجازاتك بندم عليها، ظنًا أن عمرك ضاع بسبب ذلك، بل افخر بنفسك، وامتن لله أن جعل فيك هذه القوة، والإرادة.
أعد ترتيب حياتك يا عزيزي، وأشرك إخوتك الكبار معك، فمن حقك أن تتنفس وتتخفف وتشاركهم الحمل، وانفتح على علاقات مناسبة، ومجتمع آمن يمكنك من خلاله التعرف على الناس حتى تجد الزوجة المناسبة المكافئة لك، من تقبلك بظروفك ومنذ البداية وبحب، وثق أنك ستجدها، وثق أنك ذلك الشخص "القوي" الذي لديه إرادة وقدرات سابقة، وستستمر بلا خوف ولا تراجع، فقد فعلتها مرة، ومبكرة جدًا، وأنت قادر على فعلها مرارًا وتكرارًا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها