مرحبًا يا عزيزتي..
تخطيء الكثيرات منا نحن النساء عندما نقضي فترة الخطوبة في الحب والهيام وتبادل المشاعر والكلمات الرومانسية، ونتغاضي عما يؤلمنا ولا يناسبنا من طباع، على أمل القدرة على تغيير الزوج أو تغيره هو بنفسه وبدون اعتراف ووعد منه، بل مجرد أمنيات، وأحلام يقظة!
الهدف من الخطوبة، هو التعرف على طباع كل شريك وسمات شخصيته ومن ثم تقدير هل هو مناسب أم لا وهل سنستطيع التعايش معًا أم لا.
ليس هذا توبيخ لك يا عزيزتي، فلا أحد من حقه أن يفعل، حتى لو كان هذا الخطأ قد صدر منك، ولكن ما أحببت الاشارة إليه هو أن الشخص العصبي أو الغضوب غير القادر على ضبط وإدارة غضبه ليس نبتًا شيطانيًا بعد الزواج، وإنما هو هكذا من قبل أن يتزوجك.
أما مقولة أن فلان/فلانة عصبي ولابد ألا نستفزه، أو لابد أن نقبل هذا منه، فهي بلا شك من الخرافات الشائعة والمتداولة في مجتمعاتنا على نطاق واسع، فشرعًا لا يحض الدين الشخص الغضوب على الاستمراء في هذا ولا يشجع من حوله على تحمله، بل يوجهه لادارة غضبه، كأن يغير مكانه، هيئة جسده، يقوم فيتوضأ، إلخ ويحذر بأنه ليس الشديد بالصرعة وإنما من يملك نفسه وقت الغضب ، وما "ملك النفس عند الغضب" هذه إلا تعبير عن معنى "إدارة المشاعر" وهي هنا "الغضب".
إذا فمن الممكن أن يتعلم زوجك كيفية إدارة غضبه خاصة مع "أهله" أحق الناس بحسن الصحبة، والمعاملة برفق.
من سيعلمه؟!
لست أنت بالطبع، فهو لن يقبل منك، ولكن يمكنك بذل الجهد وتوصيل المعلومة ووسائل ذلك وهي كثيرة ومنتشرة عبر الانترنت ويكفي أن تضعي عبارة " إدارة الغضب" على محرك البحث جوجل لتجدي ثروة عظيمة يمكنه ويمكنك الاستفادة منها، كما أن هناك متخصصون في هذا من الممكن أن يدربوا على إدارة المشاعر بشكل عام ومنها الغضب.
وفي هذا السياق ، إدارة المشاعر بشكل عام سواء كانت غضب، حب، فرح، حزن، إلخ من أهم أنواع الادارات التي يجب تعلمها، فهي ليست من الرفاهيات ولا الاختيارات، ولو أن الأمر بيدي لوضعتها ضمن مناهج التعليم بمراحله.
هذا ما يخص زوجك.
أما ما يخصك أنت يا عزيزتي فهو عدم قبول العنف من الأساس واتخاذ وقفة حاسمة، وعدم قبول التصالح، بسهولة، فربما تساهلك هذا جعله متجرأًً، وجعله يعتقد أنه مهما فعل ستقبلين الصلح، ومن ثم فلا بأس من الاستمراء.
لذا جربي عدم التصالح لفترة، وهددي بعد الصلح بالطلاق إن عاد، ولو لم يردعه هذا التصعيد كله، إلجأي لكبير في العائلة ، سواء كان من عائلته أو عائلتك، وجربي قبلها أن تطلبي الذهاب معًا إلى استشاري علاقات زوجية لعرض المشكلة .
هذه هي الاجابة على سؤالك يا عزيزتي، إذ لا يجب بالفعل أبدًا أن تقبلي الإساءة والعنف ولا ترضي بها ولا أن يتربى أولادك وهم يرون هذه الكارثة أمامهم، فتتشوه شخصياتهم وتصوراتهم للعلاقات والحياة بأسرها، فأنتما مرآتهم ولن يكون جيدًا بالمرة أن ينظروا ليروا أنفسهم في مرآة مكسورة .
وتذكري دائمًا أنه لا يجب التعويل على تغيير الآخرين مهما كان الخطأ الصادر من جهتهم أكبر، فنحن نستطيع إيقاف هذا الخطأ أو تخفيف أثره السلبي علينا بتغيرنا نحن، نحن نملك أنفسنا وتغييرها ولا نملك هذا تجاه الآخرين، مهما كانوا.
ودمت بكل خير ووعي وسكنية .