مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لاشك أن تعرية خصوصية الحياة الزوجية والعلاقة الحميمة على وجه الخصوص أمر مرفوض تمامًا، عقلًا وشرعًا.
وهناك نهي شديد عن هذا، يخبرنا عن هذا نبينا صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها، وتنشر سره».
ولم يبح الفقهاء الحديث عن العلاقة الحميمة إلا في حالات خاصة تتعلق بالإصلاح حال الشقاق بين الزوجين أو لبيان حكم شرعي أو النصح، ولا يكون لكل أحد ولا أي أحد بل عند متخصص شرعي أو طبي يختص بحل المشكلة بالفعل، أو تقديم المشورة الواجبة والصحيحة.
ومن ثم يأثم من يتجاوز هذه الحدود ويفشي أسرار العلاقة للأهل والأصدقاء.
وما هذا كله إلا لضمان بقاء الاستمرار والاستقرار والأمان والثقة بين الزوجين، وحفظ الأعراض، وقدسية العلاقة.
رد فعل الزوج انسحابي، هروبي، غير مسئول تمامًا كما كان افشاؤه هذه الأسرار سلوك غير مسئول أيضًا.
لابد من وقفة حاسمة، فمثل هذه التصرفات غير المسئولة لا تبقي على علاقة ولا حياة زوجية مستقرة أبدًا.
أرشدنا القرآن يا عزيزتي إلى الاستعانة بحكمين، فهل يوجد في عائلتكم شخص أو شخصين يتصفان بالحكمة والعقل والإنصاف لرفع المشكلة إليهم؟
خروج الزوج من البيت بهذه الطريقة، تصعيد للمشكلة، لا يحتمل منك الاستهانة، فلو كان شخص غير مسئول وغير معترف بهذا فهذا عيب خطير في الشخصية، ولابد من تحكيم للوصول إلى قرار بالاستمرار في الزيجة من عدمه.
إن اعترف بخطئه وألزم نفسه بعدم التكرار، وتم وضع شروط للاستمرار في الزيجة، هذا الشرط أولها، فخير وبركة، ولكن لو استمر معاندًا، مكابرًا، فاعرضي عليه التواصل مع مستشار علاقات زوجية، ربما يتم بهذا التواصل اقناعه بخطئه وضرورة التغيير، فهناك برامج نفسية تساعد في النضج النفسي والوعي وتغيير العيوب الشخصية، لعل هذه الاستشارة يا عزيزتي تنقذ مركبك الغارق.
فيما عدا هذا فالقرار لك يا عزيزتي، لا أحد يمكنه أن يتخذه بالنيابة عنك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.