المرأة الصالحة.. قد يختلف البعض حول تعريفها، فهي المطيعة لزوجها عند البعض، وهي القائمة على تربية أبنائها أحسن تربية، في نظر آخرين، أو هي كما قال أحد الحكماء: (المرأة الصالحة إذا سكنت البيت.. سكنّ البيت)، نعم فهي تلك المرأة التي تدير بيتها بحكمة وعقلانية، ولا تأخذه إلى الجدال والأسى، فتوقعه في المشاكل والأزمات، بل هي التي توجه زوجها -دون أن يشعر- إلى ما تريد، وذلك بحسن خلقها، وطيبة نفسها، وإيثارها على نفسها.
لذلك فهي التي أيدها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم عند اختيار الزوجة، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها، ولِحَسَبها، ولِجَمَالها، وَلدينها، فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ».
خير المتاع
فالمرأة الصالحة خير متاع الدنيا كما بيّن المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»، و(المرأة الصالحة) هي الجميلة ظاهرًا وباطنًا.. ظاهرًا بروحها الحلوة المبتسمة في وجه زوجها دائمًا لتخفف عن آلامه مهما كانت، وهو ما أكده نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته».
وهي الجميلة باطنًا أي أن نفسها طيبة، تقبل القليل، وترضى به، ولا يهمها سوى إرضاء ربها وزوجها وحُسن تربية أبنائها، ولمّ لا وهي التي قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم فيها: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله».
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعالسعادة الحقة
أيضًا المرأة الصالحة هي التي تجلب لزوجها السعادة الحقة، كما بيّن المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح»، بينما السؤم لا يأتي معها يومًا، إنما يأتي مع صاحبته، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، والمرأة، والدار»، ذلك أن المرأة الموصوفة بالصلاح تكون عونًا على أعظم أمر يهم المسلم ألا وهو الدين.
إذ يقول نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «من رزَقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقِ الله في الشطر الثاني»، بل أن البعض يعتبر أن الحسنة في قوله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ » (البقرة: 201)، هي المرأة الصالحة، فاللهم ارزقنا إياها.