توصلت دراسة جديدة إلى أن ما يقرب من ثلثي سكان العالم حصلوا على لقاح واحد على الأقل من لقاحات كوفيد – 19، مما حال دون وفاة ما يقرب من 20 مليون شخص.

الدراسة التي أجرتها كلية "إمبريال كوليدج لندن"، هي الأولى من نوعها التي تحدد تأثير اللقاحات على نطاق عالمي، استنادًا إلى سجلات وتقديرات الوفيات من 185 دولة.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور أوليفر واتسون: "تقدم نتائجنا التقييم الأكثر اكتمالاً حتى الآن للتأثير العالمي الملحوظ الذي أحدثه التطعيم على وباء كوفيد - 19"، مشيرًا إلى أنه تم منع ما يقرب من 7.5 مليون حالة وفاة في العام الأول من تم التطعيم في البلدان التي تغطيها مبادرة الحصول على للقاحات كوفيد-19 (كوفاكس).

وأضاف واتسون: "تم طرح هذه المبادرة، لأنه كان من الواضح في وقت مبكر أن المساواة في اللقاحات العالمية ستكون السبيل الوحيد للخروج من الوباء".

في السنة الأولى من التطعيم، قدر الباحثون أنه تم منع 19.8 مليون حالة وفاة محتملة من بين 31.4 مليون حالة وفاة، وحوالي 12.2 مليون حالة وفاة تم منعها كانت في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط.

قدرت الدراسة أنه كان من الممكن منع 599300 حالة وفاة إضافية إذا كانت منظمة الصحة العالمية قد حققت هدفها المتمثل في تطعيم 40 في المائة من السكان في كل دولة بحلول نهاية عام 2021.

وقال واتسون، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إنه كان من الممكن تجنب وفاة واحدة من كل خمس وفيات كوفيد - 19 في البلدان منخفضة الدخل.

وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من سرعة نشر اللقاح في جميع أنحاء العالم ، فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 3.5 مليون حالة وفاة بسبب كوفيد -19 منذ أن تم تطبيق أول لقاح في ديسمبر 2020.

تأثير برامج التطعيم العالمية

النتائج التي نشرت في دورية "لانسيت الطبية للأمراض المعدية"، جاءت لتقدير تأثير برامج التطعيم العالمية، واستندت إلى البيانات الرسمية للوفيات المسجلة بين ديسمبر 2020 وديسمبر 2021.

تم إجراء تحليل منفصل، بناءً على عدد الوفيات الزائدة للبلدان في ظل أنظمة تتبع ضعيفة. كما وضع الباحثون في الحسبان، الفروق بين دولة وأخرى في معدلات التطعيم وفعاليته بناءً على أنواع اللقاحات الرئيسية في تلك المناطق.

لم يتم تضمين الصين لأن إجراءات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها وكثرة عدد السكان كان من الممكن أن يؤدي إلى تحريف النتائج.

إجمالاً، ترجع 79 في المائة من الوفيات التي تم منعها إلى الحماية المباشرة للقاحات من فيروس كورونا (كوفيد – 19) الشديد. أما الـ4.3 مليون حالة الوفاة المتبقّية، فكانت بسبب انخفاض انتشار الفيروس، وتخفيف العبء على أنظمة الرعاية الصحية.

اقرأ أيضا:

اضطراب "سيكسسومنيا".. أسباب ممارسة "العلاقة الحميمة" بدون وعي أثناء النوم

تغير تأثير اللقاحات بمرور الوقت

ووجدت الدراسة أن تأثير اللقاحات تغير بمرور الوقت وفي مناطق مختلفة. وفي النصف الأول من عام 2021، على سبيل المثال، كان أكبر عدد من الوفيات التي تم منعها باللقاحات في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض خلال موجة انتشار سلالة دلتا، وتحول هذا إلى البلدان ذات الدخل المرتفع في النصف الثاني من عام 2021 عندما تغيرت قيود السفر ومتطلبات التباعد الاجتماعي.

وقدر الباحثون، أنه من بين 83 دولة في التحليل تشكل جزءًا من مبادرة (كوفاكس)، تم تجنب ما يقدر بنحو 7.4 مليون حالة وفاة، ولكن كان من الممكن أن يكون العدد أعلى إذا تم تحقيق الأهداف. وتركزت الوفيات التي يمكن الوقاية منها في أفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.

قالت أزرا غني، رئيسة قسم وبائيات الأمراض المعدية في "إمبريال كوليدج لندن"، إن الدراسة توضح الفوائد العالمية الهائلة للقاحات.

وأضافت في بيان صحفي: "في حين أن التركيز المكثف على الوباء قد تحول الآن، من المهم أن نضمن حماية الأشخاص الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء العالم من الانتشار المستمر لـ كوفيد – 19 ومن الأمراض الرئيسية الأخرى التي لا تزال تؤثر بشكل غير متناسب على أفقر الناس".

وأشارت إلى أن ضمان الوصول العادل للقاحات يتطلب أكثر من مجرد التبرع باللقاح.

وتابعت غني: "هناك حاجة إلى تحسينات في توزيع اللقاح والبنية التحتية، فضلاً عن الجهود المنسقة لمكافحة المعلومات الخاطئة عن اللقاحات وتحسين الطلب على اللقاح. عندها فقط يمكننا ضمان حصول الجميع على فرصة الاستفادة من هذه التقنيات المنقذة للحياة".