تسأل إحداهن، إن المرأة أثناء (الدورة الشهرية) تمر بآلام غير اعتيادية، فهل تمر هذه الآلام مرور الكرام، دون جزاء عليها؟.

والحقيقة أن كل ما يمس الإنسان من أذى يؤجر عليه صاحبه، فكيف بالمرأة التي تتحمل ما لا يمكن تحمله أثناء فترة الحيض، فالأجر هنا عظيم بقدر تعبها وصبرها، فحتى لو كان جاءكِ الحيض في وقت الصيام، أو منعك عن الصلاة، أو حتى عن الحج، فلا حرج عليكي، لأن هذا أمر الله عز وجل، وهو نافذ لا محالة، فلا تحزني حتى إن كان حال الحيض بينكِ وبين الوقوف بين يدي الله عز وجل>

عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، يوم أصابها الحيض وهي في الحج: (دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وأنا أبكي، فقال: (ما لك أنَفِسْتِ). قلت: نعم، قال: (هذا أمر كتبه الله على بنات آدم).

كله خير

كل أمر الإنسان خير مادام من عند الله، فلا تجزعي ولا تيأسي من رحمة الله، فقد وردت أحاديث تثبت بأن المرض والمصائب والآلام والهموم إن صبر عليها المسلم فهي بمثابة كفارة له من الذنوب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».

فما يؤذي المؤمن ويصيبه من ألم أو وجع وصبر عليه فلا شك أنه يؤجر عليه، ومن بين هذه الآلام والأوجاع الدورة الشهرية، فإذا كانت الشوكة التي يُشاكها المرء تكون سببًا له فى تكفير ذنوبه خطاياه فكيف بالآلام الدورة الشهرية وخصوصاً أن بعض النساء يكون عندها الآلام أشد وأكثر من بقية النساء.

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

اختلاف الألم

ولاشك أن آلام الحيض تختلف من امرأة لأخرى فقد تكون شديدة عند البعض وقد تكون بسيطة عند البعض الآخر، كما أن هذه الآلام قد تستمر عند بعض السيدات ساعات قليلة وعند البعض الآخر تستمر أيام أو يوما كاملا، ومن صبرت وتحملت هذه الآلام والتقلصات التي تصاحب الدورة الشهرية ستنال من الأجر والثواب العظيم من الله تعالى.

لكن على المرأة ألا تحزن إذا عانت من نزول الدورة الشهرية، وخصوصًا في المناسبات الدينية الهامة كرمضان، أو يوم عرفات، ذلك أن هذه الدورة أراد بها الله أن تطهر المرأة من مشاكل عديدة، فهي تعتبر بمثابة الحجامة للمرأة لأنها تخلصها من الدم الفاسد، وتكشف على التنبؤ بأن المرأة قد تكون تعاني من فقدان كبير للعديد من العناصر الهامة في جسم المرأة مثل نقص الحديد أي ما يسمى فقر الدم، لأنه من أسباب فقر الدم هو غزارة دم الحيض، كما تعمل على تهيئة رحم المرأة لحدوث الحمل، وتساعدها أيضًا على التخلص بشكل طبيعي من الجراثيم والسموم المتراكمة في جسمها.