عندمنا يتعرض الإنسان لألم مفاجئ في جزء ما في جسده، وقد لوهلة لا يعرف ماذا يفعل، إلا أنه لو كان يعلم ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، لربما بريء تمامًا من أي ألم في لحظة.
يروى أن رجلاً شكا إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، من وجع يجده في جسده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ضعْ يدك على الذي يَألم مِن جَسَدِك وقُل: بسم الله ثلاثا، وقُل سبعَ مرات: أعوذُ بعزة الله وقُدرتِه من شَرِّ ما أجد وأُحاذر»، مجرد كلمات بسيطة يقولها العبد موقنًا في الله وفي قدرته على الشفاء، لا يمكن أن يرده الله أبدًا، فالله يحب لجوء العباد إليه، ومن ثمّ لن يردهم مخذولين أبدًا، طالما كانوا يقولونها وهم في غاية اليقين من إتمامها على الشكل المطلوب، يقينًا في الله وقدرته.
علاج عجيب
واللجوء إلى الله عز وجل هو العلاج العجيب، وهو الطريق الذي اتخذه نبي الله أيوب عليه السلام، حينما مرض، فلجأ إلى الحي القيوم، فكانت أن برأه تمامًا وأعاد له صحته كأفضل مما كانت عليه، فقط لأنه أيقن في الله سبحانه وتعالى، لقد دعا سيدنا أيوب عليه السلام، الله تعالى بعدما أصابه الضر الذي جعله يطلب العون منه في نهاية ابتلائه، فكان دعاء سيدنا أيوب للشفاء من مرضه ما جاء في قوله تعالى: «وَأيُّوبَ إذْ نَادَى رَبَّهُ أنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».
وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إنَ هذا الدعاء قد جمع ما جمع من التوحيد والافتقار والإقرار برحمة الله والتوسل إليه وحب القرب والمناجاة، فعندما يصل العبد المسلم إلى هذه المرحلة من اللجوء يكرمه الله بكشف بلواه، قال تعالى: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ».
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاءعلاج فعال
على كل مسلم أن يعي يقينًا أن اللجوء في كل محنة إنما هو العلاج الناجع والفعال، فعليه بالدعاء والصدقة والصلاة، فإن الله لا يرد من يلجأ إليه وقلبه خاشعًا له، ولذلك فإن الله عز وجل لا يُقدر شرًا محضًا، وأن قدر الله فيه من النفع والخيرية ما يغيب عن نظرة البشر السطحية الدونية، فهذه الأمراض، وإن كانت محذورة ومرة، إلا أن فيها من المنح والخير ما يخفى على البعض سرها، ويغيبُ عنهم أجرُها، وفي الحديث، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يُرِد الله به خيرًا يُصبْ منه».
ولا يتوقف الأمر عند حد الأمراض بل أي ناجعة، فيروى أنه قد فزع الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لخسوف الشمس، فأرشدهم عليه الصلاة والسلام إلى الدعاء والصدقة فقال: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا».
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة، وهو ما يؤكده سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، إذ قال: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة».