يسأل أحدهم (هل الجِمال (الإبل) خلقت من الجن؟)، والحقيقة التي لا يعلمها كثير من الناس، أنه بالفعل خلقت الجِمال من الجن، إذ دلت بعض الأحاديث النبوية الشريفة على أن الجمل خُلق من الجن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصلوا فى مَبَارك الإبل فإنها مأوى الشياطين».. ومَبَارك هنا تعني الموضع الذي يُربط فيه الجِمال، وفي حديث آخر أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الإبل خُلقت من الشياطين».

ومن المعروف أن الشياطين خُلقت من النار، لذلك ربط البعض أن الجِمال قد تكون خُلقت من نفس الشيء.. وفي ذلك يقول بعض العلماء إن الجِمال فعليًا مخلوقة من الجن والشياطين، وقال بعضهم إن طباع الجمل تشبه طباع الجن في النفور إذا غضبت، فالأحاديث على وجه التشبيه وليست على وجه الحقيقة.. وبالتالي من الأفضل ألا نخوض في هذا الأمر كثيرًا لأن الكيفية ليست موجودة في الأحاديث المذكورة.

إرادة الله

حتى وإن كانت الإبل خلقت من الجن، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإبل خلقت من الشياطين»، إلا أنه علينا ألا نقف على الكيفية التي خلقت بها، ومعلوم أن كل شيء في هذا الكون خلق بأمر الله تعالى وقوله له كن فيكون، قال تعالى: «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» ( يــس:82)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سؤال هل الجمل مخلوق من النار: «صلوا في مرابضِ الغنمِ، ولا تصلوا في أعطانِ الإبلِ، فإنها خُلِقَتْ من الشياطينِ».

وفي رواية أخرى لأحمد، قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «فإنها من الجنِّ خُلِقَتْ، ألا تروْنَ عيونَها وهبابَها إذا نَفَرَتْ؟»، وفي كتاب المغني لابن قدامة، عن سؤال هل الجمل مخلوق من الشيطان، جاء عن جابر بن سمرة، أن «رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنصلى فى مرابض الغنم؟ قال نعم، قال أنصلي في مرابض الإبل؟ قال لا».

الوضوء عند أكلها 

أيضًا البعض ممن يؤكد أن الإبل خلقت من الجن، يستشهدون بذلك بضرورة الوضوء بعد أكل لحومها، فيما قال أحد العلماء: «الإبل خلقت من نار ولكن بالنسبة للوضوء هي من المحبب وليس فرضا والله أعلم»، لكن بعض العلماء يقولون إن الإبل خلقت على صفة تشبه صفة الجن، فهي كثيرة النفور والشرود، وقال بعض العلماء إنها تمنع الخشوع وتشوش على المصلي

وينتمي حيوان الجمل إلى مجموعة الثدييات ويمتلك أرجلاً طويلاً، وجسمه مكسو بالوبر، والأكثر شهرة في الجمل وأكثر ما يميزه هو الجزء العلوي في ظهر الجمل الذي يسمى سنام، كما يمتلك الجمل صفين من الرموش الطويلة بالإضافة إلى جفنين لحماية عيونه من الرمال، كما أنه يستطيع إغلاق أنفه عند هبوب العواصف الرملية.