كيف تكتشف أن شخصًا مقربًا منك ينوي الانتحار؟.. علامات مبكرة هكذا تتعامل معها
بقلم |
عاصم إسماعيل |
السبت 16 يوليو 2022 - 09:50 ص
من أكثر ما يؤلم أي إنسان، أن يفقد إنسانًا عزيزًا عليه، وخاصة إذا كان ذلك بمحض اختياره وإرادته، عندما يقدم على التخلص من حياته، وربما يكون ذلك بلا سابق إنذار لأقرب الناس إليه، وهو ما يجعل من الصعب بمكان معرفة العلامات التحذيرية التي قد تطرأ على الشخص الذي يفكر في الانتحار.
لكن علماء النفس العاملين في مجال الصحة العقلية أبرزوا عددًا من السلوكيات والعبارات التي يمكن أن تشير إلى نية الشخص في الانتحار.
قال جاستن بيكر، المدير الإكلينيكي لمبادرة الحد من الانتحار والصدمات للمحاربين القدامى في مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة أوهايو الأمريكية، لشبكة (CNN)، إنه يمكن لأي شخص أن يقرر إنهاء حياته في أقل من خمس دقائق، لكن بالنسبة للشخص الذي يخطط لذلك منذ فترة، قد تصبح التغييرات السلوكية واضحة عليه، لكن "معظم الناس لا يتلقون هذا النوع من التحذير".
سلوكيات يجب مراقبتها
قال مايكل روسكي، كبير مديري أكاديمية نيوبورت لعلاج الصحة العقلية للشباب، لشبكة (CNN)، إن الشخص قد لا يبدو على طبيعته في الأيام أو الأسابيع التي تسبق محاولة الانتحار. قد يفعل أشياء تشير إلى أنه يخطط للانتحار، مثل البحث عبر الإنترنت، أو إيذاء النفس".
وأضاف أن الشخص قد يتصرف بتهور، كأن يسكر ويقوم بالسيارة، من أجل "اختبار نفسه ومعرفة ما إذا كان بإمكانه فعل ذلك". كما أنه قد لا يرد على الرسائل، وقد ينام أو يأكل أكثر أو أقل من المعتاد.
بعض العلامات السلوكية التي يجب مراقبتها، وفقًا لمنظمة (السامريون) وإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية، تشمل الآتي:
البحث عن وسيلة لقتل النفس الإكثار من تعاطي الكحول أو المخدرات التصرف بقلق أو مضطرب؛ يتصرف بتهور النوم قليلاً جدًا أو كثيرًا الانسحاب أو الانعزال إظهار الغضب أو الحديث عن السعي للانتقام الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة عدم الرغبة في القيام بأشياء يستمتع بها عادة عدم الرد على الرسائل أو التباعد تمني الموت
عبارة لا تتحاهلها تمامًا
قال الدكتور روسكي، إذا قال أحدهم إنه يريد الموت، فإن هذه العبارة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لأن مثل هذه التعليقات في بعض الأحيان مجرد تعبيرات عن عدم الراحة أو الألم أو الملل أو الرغبة في التقارب، وهذا لا يعني أنك لا تراقب الشخص الذي يصنعها.
وتقول منظمة (السامريون)، إن الأشخاص الذين ينتحرون كثيرًا ما يخبرون شخصًا ما أنهم لا يعتقدون أن الحياة تستحق العيش.
وأضافت: "غالبية الناس الذين يشعرون برغبة في الانتحار لا يريدون الموت في الواقع؛ إنهم لا يريدون أن يعيشوا حياتهم. قد يبدو التمييز صغيرًا لكنه مهم للغاية. هذا هو السبب في أن التحدث من خلال خيارات أخرى في الوقت المناسب أمر حيوي للغاية".
وأوضح الدكتور روسكي، أن الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار قد يتحدثون عن الشعور بأنهم عبء، قائلين أشياء مثل "أشعر أنه سيكون من الأفضل لو لم أكن هنا".
تشمل العلامات، وفقًا لإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية، ما يلي:
التحدث عن الرغبة في الموت أو الانتحار التحدث عن الشعور باليأس أو عدم وجود سبب للعيش التحدث عن الشعور بالحصار أو الألم الذي لا يطاق التحدث عن كونه عبئًا على الآخرين تقلبات المزاج الأشخاص المصابون بحالات صحية عقلية معينة، مثل الفصام والقلق واضطرابات الشخصية، هم أكثر عرضة لخطر الانتحار.
الأعراض المزاجية
كما أن تقلبات المزاج المتطرفة قد تكون علامة مبكرة رئيسية على تفكير الشخص في الانتحار، إذ أن التقلبات المزاجية الشديدة ليست مجرد شعور بالإحباط – فقج يبدو الشخص فجأة هادئًا أو مبتهجًا بعد نوبة اكتئاب، مما قد يشير إلى أنه ربما قرر محاولة الانتحار دون إخبار أي شخص، ويشعر بالارتياح لذلك.
ويعتبر اليأس من الأعراض المزاجية الرئيسية للشخص الذي يعتزم الانتحار، وفقًا للدكتور روسكي، لأنه "ليس لديه إحساس بتحسن المستقبل، أو أنه يشعر فقط بأنه غير قادر على تخيل عدم الشعور بالألم الذي يعاني منه".
وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية حادة، بما فيها الألم المزمن، يمكن أن يصبحوا ميؤوسًا منهم للغاية، ويقولون أشياء مثل "لا أريد أن أشعر بهذا بعد الآن".
ووفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية ومنظمة (السامريون)، تشمل العلامات التحذيرية فيما يتعلق بالحالة المزاجية ما يلي:
فارغ، ميئوس منه، محاصر، أو ليس لديه سبب للعيش حزين للغاية أو أكثر قلقًا أو مضطربًا أو مليئًا بالغضب ألم عاطفي أو جسدي لا يطاق صعوبة في التعامل مع الأشياء اليومية الشعور بالدموع ماذا أفعل
وتقول منظمة (السامريون)، إذا بدأ شخص ما في الانفتاح عليك بشأن ما يشعر به، فمن المهم الاستماع بصبر، دون تشتيت الانتباه، واستخدام الأسئلة المفتوحة.
وأضافت: "إذا كنت قلقًا من أن يكون أحدهم ميالًا إلى الانتحار، فلا بأس أن تسأله مباشرة. تظهر الأبحاث أن هذا يساعد، لأنه يمنحهم الإذن لإخبارك بما يشعرون به، ويظهر أنهم ليسوا عبئًا".
وتابعت: "ستتمكن قريبًا من معرفة ما إذا كان الشخص الذي تتحدث معه غير مرتاح أو لا يريد إجراء هذا النوع من المحادثة. إذا كان لا يريد الانفتاح، فعليك إخباره أنك موجود من أجله".