تهدف التربية الإيجابية للأطفال إلى إيجاد أبناء يتمتعون بالصحة النفسية والعقلية والجسمية، وتربطهم بوالديهم علاقة مودة واحترام، بالمقابل توجد مجموعة من الأساليب التربوية السلبية التي يجب على الآباء والأمهات تجنبها، لتأثيرها المدمر لصحة الطفل النفسية، وعلاقته بوالديه ، ومن هذه الأساليب ما يلي :
1) العقاب البدني
يعتبر من أسوأ الأساليب التربوية ومع ذلك يميل الكثير من المربين إلى استعماله، بينما يخلق الضرب شعورًا بالعداء لدى الطفل والرغبة في الانتقام، فيقول لنفسه «أنا ولد سيء وغير مقبول من قبل والديَ»، وتنعكس مشاعره تلك على نفسه والآخرين، وتكثر مشكلاته السلوكية ككثرة الحركة ونقص التركيز والميل للعنف والمشاجرة مع الإخوة، ويشعر بضعف الثقة بالنفس، وتزيد مشكلاته عبر مراحل نموه.
2) التهديد
فبعض الآباء والأمهات يلجأون لتهديد الطفل بالضرب مثلًا إذا لم يمتثل بأمرهم له بالنوم في موعد محدد، فهذا الأسلوب وما يتضمنه من صراخ، وعبارات غير منطقية، وغير عادلة، تثير مخاوف الطفل، وتجعله لا يشعر بالأمان والقبول.
3) الصراخ
يعتبر الصراخ من الأساليب المخيفة للأطفال والكبار كذلك، فأولى مخاوف الأطفال بعد الميلاد هي الخوف من الصوت العالي، ومن ثم لا يمكن أن يكون الصراخ المستمر على الطفل معدلًا لسلوكه، بل سيعمل على إزعاجك وإزعاج طفلك، ويفسد التواصل بينكما، وتدخلان في دائرة من التفاعل السلبي الذي من أهم نتائجه مشاكل سلوكية ونفسية لدى الطفل.
4) التسلط
وهو أسلوب غير عادل، لا يراعي احتياجات الطفل النفسية والعاطفية، إذ يفرض الأب أو الأم على الطفل قواعد بشكل صارم لا مرونة فيها وتتنكر لمشاعره. إنه أسلوب يحمل في طياته معاني القسوة والخوف والخنوع، ولا يساعد على تطوير قدرة الطفل على تعلم كيفية تحمل مسئولية ما يقوم به من نشاط وواجبات يومية، فهناك من يفكر في ذلك نيابة عنه.
5) التساهل
وضع الحدود من الأمور الأساسية في تربية الطفل، ويتصف أسلوب التساهل بنقص أو عدم وجود قواعد واضحة تنظم الحدود التي يجب أن لا يتعداها الطفل ، ويعطي أسلوب التساهل الآباء شعوراً وهمياً بالاطمئنان لحب أطفالهم الدائم لهم، لأنهم يلبون جميع مطالبهم، مما يدفع الطفل لتجاوز حدود والديه والتلاعب بهما، مما يزيد من احتمال نموه مفتقدًا لحب واحترام الآخرين، فالعالم الذي نعيشه ليس عالم لطف ومرح. كما أن التساهل لا يشعر الطفل بالأمان، ويجعل الأجواء الأسرية مليئة بالصراع والخلافات.
6) الحماية الزائدة
ويعني القيام نيابة عن الطفل بالأمور التي يمكنه عملها بمفرده، إذا أردنا له أن يكون شخصية مستقلة ومسئولة. على سبيل المثال: طفل في سن 4 سنوات يمكنه تناول الطعام بمفرده، لكن والدته تمنعه من ذلك وتصر على أن تطعمه بنفسها خوفاً من أن لا يستطيع تناول الكمية التي حددتها له إن أكل بمفرده، أو خوفاً من أن يوسخ المكان حفاظاً على النظافة. عندما تقدم لطفلك مساعدة ولا تعطيه فرصة المحاولة، فإنك بذلك تبلغه رسالة تقول له فيها: أنت غير قادر على التفكير السليم ولا تستطيع الاعتماد على نفسك، فتقلل من قدرته على التعامل مع المشاكل وحلها، كما أنك تولد لديه المخاوف.
7) المقارنات السلبية والإيجابية
وتعتبر قارنة الطفل بالأقران، سواء كانوا إخوة أو أطفال آخرين من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها الآباء بنية حسنة لتشجيع أبنائهم، فعبارات من قبيل: «انظر إلى أخيك كم هو هادئ ويسمع الكلام، لما لا تكون مثله؟ ، هي عبارات لا تحفز الطفل على التغيير، بل تزعزع ثقته بنفسه وتشعره بالدونية أمام الآخرين، ومن الأهمية مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، فكل منهم شخص متفرد بإمكانياته وقدراته وخصائصه، هناك العنيد والهادئ والنشيط والذكي والمتوسط والفنان، فليس معنى التربية ووضع الحدود أن نجعل جميع الأطفال متشابهين أو أن نمحو شخصياتهم، وإنما نسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم ضمن حدود السلوك المقبول إجتماعيًا، بدون الإساءة للآخرين.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟