صلاة كسوف الشمس صلاة نافلة مؤقتة ، وتسمى: "صلاة الكسوف":  وهي سنة مؤكدة عن النبي صلي الله عليه وسلم ، وعددها "ركعتان" في كل ركعة: قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان ويُسن الخروجُ لأدائها في جماعة، بلا أذان ولا إقامة، بل ينادى لها "الصلاة جامعة".

وبحسب الفقهاء يندب بعدها أن يخطب الإمام، ويعظ الناس، ويذكرهم بالرجوع إلى الله تعالى. ويستحب مع ذلك أيضا: الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء. ويبدأُ وقت الصلاة من تحقق الكسوف، وينتهي بانجلاء الكسوف.

 ما هي صلاة كسوف الشمس ؟

ومن الثابت القول إن صلاة كسوف الشمس سرّية لأنها صلاة نهارية، ووقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه ولا تصلى حتى يرى الناس الكسوف لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي». رواه مسلم.

وروي عن أبي بكرة قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فانكسفت الشمس، فقام النبي ﷺ يجر رداءه، حتى دخل المسجد، فدخلنا فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال ﷺ : "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم".

اظهار أخبار متعلقة

وعن كيفية أداء صلاة الكسوف يجدر بنا الإشارة إلي أن هذه الصلاة  ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان. يقرأ في الأولى الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع طويلاً، ثم يرفع، ولا يسجد، بل يكمل قراءة السورة الطويلة أو يقرأ سورة أخرى دون الفاتحة، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.

وفي حديث  أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ يكبر ويقرأ قراءة طويلة بعد الاستفتاح، ثم يركع ويطيل، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها ما تيسر ويطيل، لكن دون القراءة الأولى، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع الأول، ثم يرفع ويطيل لكن دون الرفع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقوم فيقرأ ويطيل، لكن دون القراءة السابقة، ».

هيئة صلاة الكسوف

وكان الرسول يركع ويطيل لكن دون الركوع السابق، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع بعد الركوع الثاني ويطيل بعض الإطالة مما قبله، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقرأ التشهد التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء ثم يسلم.

وبحسب  مذهبي مالك والشافعي وأحمد وذهب أبو حنيفة إلى أن صلاة الكسوف ركعتان على هيئة صلاة العيد والجمعة، لحديث النعمان بن بشير قال: صلىينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الكسوف نحو صلاتكم يركع ويسجد ركعتينركعتين ويسأل الله حتى تجلت الشمس، وفي حديث قبصة الهلالي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا رأيتم ذلك فصلوها كأحدث صلاة صليتموها من المكتوب" رواه أحمدوالنسائي، وقراءة الفاتحة واجبة في الركعتين كلتيهما ويتخير المصلي بعدها ما شاء منالقرآن، ويجوز الجهر بالقراءة والإسرار بها، إلا أن البخاري قال: إن الجهر أصح.

اظهار أخبار متعلقة

وخلال صلاة الكسوف يستحب التكبير والدعاء والتصدق والاستغفار، لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه سلم ـ قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا حياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا". ورويا عن أبي موسى قال: خسفت الشمس فقام النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ وقال: "إذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"

ويسن خلال صلاة الكسوف أن يكثر المؤمن من  ذكر الله ، والاستغفار ، والتكبير والصدقة ، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا. متفق عليه.

جلاء الكسوف

السنة النبوية فإن صلاة   الكسوف تستمر  حتى ينكشف وينجلي الكسوف  ، ويعود كما كانفإذا انتهت الصلاة قبل الانجلاء فلا تعاد، بل يذكر الله، ويكثر من دعائه؛ لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِي) رواه البخاري. فدلَّ على أنه إنْ سَلَّمَ من الصلاة قبل الانجلاء تشاغل بالدعاء وبحسب

وإذا تم الانجلاء وهو في الصلاة أتمها خفيفة، ولا يقطعها.