احتلت مصر مكانة عالية في مجال قراءة القرآن الكريم وتجوديه على مستوى العالم الإسلامي والعربي بفضل ما وهبه الله من قراء ماهرين وحذقة كانت لهم بصماتهم ومن أشهرهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

مكانة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد:

كان للشيخ الجليل عبد الباسط عبد الصمد  بصمة واضحة في عالم التلاوة خلدت ذكراه وذاع صيته وجعلته يتبوأ مكانة رفيعة ودرجة عالية بين القراء بفضل أدائه المميز وصوته العذب فهو ليس كأي قارئ بل يعد أحد أعلام هذا المجال البارزين، حتى قد لُقّب ب«صوت مكة».

رحلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مع القرآن:

بدأت رحلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مع القرآن مبكرا فقد حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة على يد الشيخ محمد الأمير في كتّاب القرية، ثم زادت رغبته في إكمال مشوراه مع القرآن فتعلم القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، ولنبوغه  دخل الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.
وبفضل أدائه المميز والإقبال الشديد عليه ترقى في عالم التلاوة فعُيّن قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا. ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية ثم جاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984.

نشأة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد:

وُلِدَ القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عام 1345 هـ/ 1927م بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا (قبل أن يْضَم مركز أرمنت إلى محافظة الأقصر سنة 2009 مع تأسيسها) بجنوب الصعيد. حيث نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا... ثم توالت رحلته العلمية مع القرآن الذي أثبت فيها جدارة واقتدرا ومن ثم نال مكانة عالية بين أعلام التلاوة في العالم الإسلامي والعربي.

الشيخ عبد الباسط يقرأ في أشهر بقاع العالم الإسلامي:

تعددت سفريات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ليتلو القرآن في العالم فجاب العالم شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس وكذلك المسجد الإبراهيمي في الخليل ب فلسطين والمسجد الأموي في دمشق وأشهر المساجد بآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند والعراق ومعظم دول العالم..

الأوسمة التي حصل عليها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد:

حصل الشيخ على عدد كبير من الأوسمة منها وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959، ووسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965، ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، ووسام تكريمي من الجمهورية العراقية.
الوسام الذهبي من باكستان عام 1980، وسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين.
كما نال وسام الاستحقاق من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987.

وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد:

ظل رحماه الله ممتد الصلة مع القرآن حتى في أحرج لحظات حياته حيث مرضه وظل هكذا حتى توفاه الله تعالى يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988 م، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي.. رحم الله الشيخ عبد الباسط رحمة واسعة وأجزل له  العطاء.