قال العلماء إنهم استطاعوا حل لغز كيف تصبح الضفادع الزجاجية شفافة في الغالب أثناء النوم، عبر إخفاء معظم خلايا الدم الحمراء داخل الكبد، مما قد يفتج الباب في كيفية فهم تجلط الدم.

وتعاون الباحثان جيسي ديليا من متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك وكارلوس تابوادا من جامعة ديوك لحل اللغز بعد أن شاهد الأول ضفدعًا زجاجيًا نائمًا في بنما.

اقرأ أيضا:

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

الضفادع الشفافة

وتتمتع بطون الضفادع بجلد وعضلات شفافة تسمح بأن تكون عظامها وأعضاؤها ظاهرة وتغطي معالمها مما يجعل من الصعب العثور على الضفادع من قبل الحيوانات المفترسة. وهي الحيوان الأرضي الوحيد المعروف الذي يمكنه الحفاظ على الشفافية من الداخل والخارج.

ووفقا لدراسة جديدة نشرتها مجلة "ساينس"، فإن هذه الضفادع الاستوائية الصغيرة، التي تنتمي إلى المناطق الاستوائية الأمريكية، تستخدم شفافيتها كشكل من أشكال التمويه.

وأطلق الباحثون، أشعة الليزر على الضفادع لتتبع حركات خلايا الدم الفردية، واكتشفوا أنها تخزن خلايا الدم الحمراء في كبدها، بينما تغمر بقية جهاز الدورة الدموية بالبلازما أثناء النوم.

ووجدوا أن ضفادع الزجاج في أوقات راحتها قادرة على زيادة الشفافية بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عن طريق إزالة ما يقرب من 90 في المائة من خلايا الدم الحمراء من الدورة الدموية وإخفائها داخل أكبادها، والذي يحتوي على بلورات الجوانين العاكسة التي تحمي الخلايا من الضوء.

وعندما تنشط الضفادع مرة أخرى، فإنها تعيد خلايا الدم الحمراء إلى مجرى الدم، كما أن كبد الضفدع الزجاجي مغطى بطبقة من البلورات التي تمنع احمرار الدم بداخلها.

خلايا الدم الحمراء في الكبد

وقال ديليا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "إنها تحزم بشكل ما معظم خلايا الدم الحمراء في الكبد، لذا يتم إزالتها بلازما الدم منها. ما زالت تنتقل بالبلازما... لكنها تفعل ذلك بطريقة ما دون التسبب في تجلط هائل".

ولا يُفهم كيف تستطيع الضفادع البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة مع تخزين معظم خلايا الدم الحمراء في الكبد. كما أنه من غير المفهوم كيف تستطيع الضفادع تخزين الكثير من الدم في أكبادها دون التسبب في حدوث جلطة كارثية.

ويقول الباحثون، إن حقيقة أن الضفادع يمكنها تخزين الكثير من خلايا الدم الحمراء دون المعاناة من الجلطات يمكن أن تقدم نظرة ثاقبة على تجلط الدم لدى البشر.

ووفقًا للدراسة، فإن "قدرة الضفادع الزجاجية على تنظيم موقع وكثافة وتعبئة خلايا الدم الحمراء دون تخثر تقدم نظرة ثاقبة في أبحاث التمثيل الغذائي والدورة الدموية وتجلط الدم".