أخبار

5 أسباب لرائحة البول الكريهة.. تعرف عليها

انتبه.. قلة الملح في الجسم تؤثر على النوم

كيف يحمي الله الحياة من المفسدين؟ (الشعراوي يجيب)

3 أشياء تعرف بها الشخص المتواضع

لن تنال فضائل الاستغفار إلا إن قلته بهذه الطريقة

تسعى لاكتساب المال وراحة البال.. عليك بهذه الوسيلة التي لا تخيب أبدا

كيف تلتجئ إلى الله بعد المعصية والإحساس بالكرب؟.. كن كصاحب الحوت

كيف أحسّن خُلقي ليحبني الله.. تعرف على بعض الوسائل

تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.. أشهر ما قيل عن الغيبة ويخلع القلب

عجائب العسل.. تشتعل فيه النار.. ويقي من الأدوية القاتلة

أجود الناس.. أعجب ما يمكن أن تسمعه من قصص وحكايات عن الكرم يرويها "الشعراوي"

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 23 يناير 2024 - 12:21 م

{هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم} [محمد: 38]


يقول الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: 


تأمل هنا كيف أن الحق سبحانه يحترم ويُقدِّر مجهودات البشر؟ فرغم أنه هو سبحانه الخالق الرازق مُسبِّب الأسباب منحك القوة التي تعمل بها، والعقل الذي تفكر به، والمادة التي تستعملها، ومع ذلك احترم دورك في أنْ تُوجِّه الطاقة المخلوقة لله في شيء نافع مفيد وقال لك: أنفق كأن المالَ مالك وهو يقترضه منك قرضاً حسناً.

كما أنك تعطي ابنك مصروفه اليومي فيدخره مثلاً في حصالة، ثم يطرأ عليك ظروف تحتاج فيها ما في حصالة الولد. فتقول له: أعطني ما في الحصالة سلف وسوف أرده إليك لما أقبض.

يقول تعالى: { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ .. } [البقرة: 245] فالحق سبحانه حرَّم الربا في التعامل بين البشر، لكن أحله لنفسه تعالى حين يقترض منهم، وهذا فضل وتكرُّم من الله على الخَلْق في الأولى وفي الآخرة.

وقوله: {لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ..} [محمد: 38] في كل الوجوه التي يحبها الله في الإنفاق من خَلْقه لخلقه، وهو سبحانه قادر أنْ يغني الجميع فلا يحتاج أحد لأحد، إنما أراد سبحانه أنْ تتواصل القلوب وتتشابك المصالح ويترابط الخَلْق بمشاعر الإيمان، حيث يعطف الغني على الفقير، ولا يحقد الفقير على الغني، وحيث يرحم القوي الضعيف.

لكن لما دعاهم الله للإنفاق كان منهم قسم يبخل {فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ..} [محمد: 38] وهؤلاء هم الذين لا يفهمون فلسفة التجارة مع الله ولا عاقبة الإنفاق، لا يعرفون أن النفقة بهذا الشكل تزيد المال ولا تنقصه، واقرأ: { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة: 245].

اقرأ أيضا:

آل عمران العائلة المباركة المصطفاة.. هذا أصلها وتلك فروعها


الإنفاق في سبيل الله


الإنفاق في سبيل الله مثل رجل حصد القمح وأدخل المخزن عنده عشرة أرادب مثلاً عندما يأخذ أردباً منها ليزرع به الأرض من جديد، هل يقول أن القمح نقص أردباً؟ لا لأنه سيأخذه مضاعفاً.

إذن: لا تنظر إلى ما يخرج لكن انظر أيضاً إلى ما سيأتي لتكتمل الصورة ويكون الحساب صحيحاً، حتى الربا في تعاملات الناس يعطيك بزياة خمسة أو عشرة في المائة.

أما ربك عز وجل فيعطيك سبعين أو سبعمائة أو أضعاف ذلك، واقرأ: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 261].

لذلك وقف المستشرقون عند حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مكتوب على باب الجنة أن الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر" وقالوا: هذا مناقض للقرآن الذي يقرر أن الحسنة بعشر أمثالها، والواقع أنه لا يوجد بينهما تناقض أبداً، لأنني حين أُخرج الدرهم قرضاً يعطيني عشرة منها الدرهم الذي دفعته. إذن: أعطاني تسعة فحين تُضاعف تكون ثمانية عشر.

والحق سبحانه وتعالى لما حثَّنا على القرض علَّمنا كيف نتعامل مع المقترض، فقال: { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة: 280].

فالمرحلة الأولى أنْ تنظره لحين يتيسر له السداد، ثم لك بعد ذلك أن تكمل إحسانك وتتسامح في هذا القرض أو بعضه على سبيل الصدقة، وهذا هو الخير لمن تتوق نفسه إلى معالي الأمور.

ثم في قوله تعالى: {فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ..} [محمد: 38] إنصاف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وبيان لشرفها، فالكثرة تنفق والقلَّة تبخل، في الأمة مَنْ أنفق كل ماله في سبيل الله، ومَنْ أنفق شطر ماله في سبيل الله.

نماذج عظيمة للبذل والعطاء


وقد بلغ البذل والعطاء في هذه الأمة مبلغاً لا مثيل له في التاريخ، حيث كان الأنصاري يقول لأخيه المهاجر: انظر إلى نسائي أيّهن أعجبتْك أطلقها لتتزوجها أنت، مع ما هو معلوم من مكانة المرأة خاصة عند الرجل، لكنها السماحة والتضحية.

وفي المقابل تجد هذا الصحابي المهاجر، وهو سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يرفض هذا العرض السخي ويدعو لأخيه ويقول له: لا يا أخي، بارك الله لك في نسائك، لكن دُلّني على السوق.

وذهب عبد الرحمن إلى السوق وتاجر، حتى كان أغنى صحابة رسول الله، حتى قالوا: إنه لو تاجر في التراب لربح فيه.

وكان عنده ألفُ عبد، وجاء رجل يسأل أحدهم: ما حال ابن عوف فيكم؟ فقال: والله لو أقبلت علينا وهو معنا لا تعرفه من بيننا لأنه يُلبسنا مما يلبس، ويُطعمنا مما يأكل.

فرغم ما ركز في النفس الإنسانية من حب المال وحب التملك إلا أنه يوجد من الناس من جبل على الجود والكرم، يعطي بلا حدود، يعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر، انظر مثلاً إلى كرم حاتم الطائي وهو يقول لغلامه:
أَوْقِدْ فَإنَّ الليْلَ لَيْلَ قُرّوَالرِّيحُ يَا غُلامُ رِيح صُر
عَلَّ يَرَى نَارَك مَنْ يمُرّإنْ جلبتَ ضَيْفاً فَأنتَ حُر

أجود الناس


ويُروى أنه جلس جماعة من القوم في ساحة مكة يتحدثون عن أجود أهل زمانهم، واختلفوا في ذلك، واحد قال: أجودهم سعيد بن سعد بن عُبادة. وآخر قال: بل عبد الله بن جعفر. وآخر قال: عرابة الأوسي في المدينة أجود منهما. وكادوا يقتتلون، فقال رجل عاقل منهم: ابعثوا إلى كل واحد من هؤلاء رجلاً يدخل عليه على أنه عابر سبيل وله حاجة، وانظروا كيف يقابله.

فبعثوا رجلاً إلى عبد الله بن جعفر، فوجده يركب للصيد، وقد وضع رِجْلاً في الركاب والأخرى على الأرض، فقال له: يا ابن بنت رسول الله، عابر سبيل وطالب حاجة فأنزل رجْله من الركاب، وقال له: اركب وهذه حقيبة فيها أربعة آلاف دينار وفيها كسوة كذا وكذا، وفيها سيف علي بن أبي طالب فاحرص عليه.

وذهب آخر لسعيد بن سعد بن عُبادة وطرق الباب فردَّتْ الخادمة: مَنْ؟ قال: عابر سبيل، وطالب حاجة. فقالت: إن صاحب البيت نائم، فماذا تريد؟ فقال: طالب حاجة، فقالت: حاجتُكَ أهون من أنْ أوقظه، والله ما عنده إلا سبعمائة دينار خُذها واذهب إلى معاقل الإبل، واختر لك راحلة وخادماً يخدمها، فلما استيقظ سعيد قالت له: حدث كذا وكذا، فقال: أفعلتِ ذلك؟ قالت: نعم، قال: فأنتِ حرة.


الكلمات المفتاحية

الإنفاق في سبيل الله هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ الشيخ محمد متولي الشعراوي سورة محمد تفسير القرآن أجود الناس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ