يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن التنافس بين الأبناء أمر طبيعي ولايشكل ضررًا، لكنه في حين يمكن أن يعزز المواهب الفريدة والنمو لديهم، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الغيرة والمشاحنات، ويضر بالصحة العقلية والجسدية على المدى الطويل.
وخلال دراسة أجريت في عام 2013، توصلت كورينا جينكينز تاكر وتانيا رولو ويتوورث، الباحثتان من مركز الجرائم ضد الأطفال بجامعة نيو هامبشاير، إلى أن ثلث الأطفال الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا وقعوا ضحية أحد الأشقاء في العام السابق.
وقالتا إن الشجار بين الأطفال مثل أخذ أحدهم لعبة الآخر، أو إجباره على الخروج من الغرفة اوغيرها، شائعة جدًا إلى حدّ أنه لا يتم أخذها بعين الإعتبار في كثير من الأحيان.
العدوانية والتنمر
لكنهما حذرتا من أنه "يمكن أن يؤدي الكثير منها إلى العدوانية والتنمر وحتى سوء المعاملة والعنف"، فيما يتمثل السلوك العدواني في نية لإلحاق الأذى، بما في ذلك الألم الجسدي والإذلال.
وفقًا للباحثتين – اللتين يركز عملهما على ديناميكيات الأخوة والأبوة والأمومة والصحة العقلية - فإن الأمر يتجاوز المشاحنات والصراعات الصغيرة، ويتحول إلى دفع أو ضرب أو كسر الأشياء الشخصية العزيزة.
وحذرتا من أنه "في الواقع، يعد عدوان الأخوة أكثر أشكال العنف الأسري شيوعًا، حيث يقع عدد أكبر من الأطفال ضحايا من قبل الأخ أكثر من مقدم الرعاية". وأشارتا إلى ذلك باعتباره "شكلاً من أشكال العنف الأسري لم يتم الحديث عنه رغم انتشاره".
وكتبت كورين وتانيا: "يمكن أن يكون سبب عدوان الأخوة متجذرًا في ديناميات الأسرة. قد يقوم الآباء بنمذجة السلوكيات السلبية التي يكررها الأطفال بعد ذلك". وقد يصبح الأطفال أيضًا عدوانيين تجاه أشقائهم إذا كانوا يعانون من ضعف التعاطف أو الغضب.
وأشارت الباحثتان إلى مدى الجهود الكبيرة التي تُبذل لوقف التنمر بين الأقران، لكن الآباء يميلون إلى رفض السلوكيات نفسها بين أطفالهم، وفي بعض الأحيان يلومون الأخ الضحية على إثارة العدوان أو الحساسية المفرطة.
وأوضحت تانيا وكورينا أن العدوان بين الأشقاء يصبح إساءة عندما يكون مزمنًا. ويمكن أن يشمل استخدام الأسلحة ووحتى الاعتداء الجنسي".
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟كيف يمكن أن يؤثر الشجار بين الأخوة وسوء المعاملة على الحالة الصحية؟
يمكن أن يكون لعدوان الأخوة وإساءة معاملتهم آثار طويلة المدى على الصحة العقلية والجسدية، ليس فقط الضحايا وحدهم من يعانون، إذ يمكن أن يعاني كل من المتورطين والضحايا من آثار دائمة على صحتهم العقلية والبدنية بسبب ذلك.
وفيما يلي بعض التأثيرات:
-الاكتئاب
قالت كورينا وتانيا إن الأخوة الذين تحملوا العدوان - وكذلك الذين يقفون وراءه - يميلون إلى الإصابة بمعدلات أعلى من الاكتئاب.
ويواجهون أيضًا مشكلات مع:
. استخدام المواد
. الجنوح
. الأرق
لا يجب أن تكون الإساءة طويلة الأمد حتى يتم الشعور بآثارها، إذ "تظهر البيانات أن حادثة واحدة فقط من الإيذاء على يد الأخ والأشقاء مرتبطة بتدهور الصحة العقلية في الطفولة والمراهقة"، وفقًا للباحثتين.
وأشارتا إلى أن عدوانية الأشقاء يمكن أن تتسرب إلى الروابط الأسرية الأخرى أيضًا، مما يؤدي إلى توتر العلاقات بين الوالدين والطفل، وفي بعض الأحيان يتسبب في إبعاد الضحايا عن بقية أفراد الأسرة.
كيفية منع التشاجر بين الأبناء
نصحت الباحثتان، الآباء بالتدخل لإيقاف السلوك العدواني بين الأبناء عبر الآتي:
-قاطعه على الفور
-لا تنحاز
علمه مهارات لتقليل العدوانية، مثل الاستماع، ورؤية منظور شخص آخر، وإدارة الغضب، والتفاوض وحل المشكلات. يمكن لتلك المهارات أن تحسن الصحة العقلية للطفل، ويمكن أن تجعله أقل عدوانية في العلاقات الأخرى أيضًا.