والتكبر إذا كان متوقعا من بعض الأشياء فإن وقوعه من غير المتوقع منه معصية كبيرة لها عقاب خاص جاء في الحديث عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: ثَلاثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّه يوْمَ الْقِيَامةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلا ينْظُرُ إلَيْهِمْ، ولَهُمْ عذَابٌ أليمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِل مُسْتَكْبِرٌ رواهُ مسلم.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر! فقال رجل: إنَّ الرَّجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟ قال: إنَّ اللَه جميل يحبُّ الجمال، الكبر: بطر الحقِّ وغمط النَّاس.

وقد جاء في ذم الكبر أحاديث كثيرة منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجل يمشي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نفسُه مُرَجِّلٌ جُمَّتَه (شعره) إذ خَسَفَ اللهُ بهِ، فهو يَتَجَلَّل إلى يوم القيامةِ))؛ (البخاري) كما روى الشيخان عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يطوي اللهُ عز وجل السماوات يومَ القيامة ثم يأخذهن بيده اليُمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟) (البخاري)

روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُحشَر المتكبرون يومَ القيامة أمثال الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهم الذُّلُّ من كل مكان، فيُساقُون إلى سجن في جهنم يُسمَّى بُولُس، تعلوهم نارُ الأنْيَارِ، يُسقَون من عُصارة أهل النار طينة الخَبالِ)).

وهناك أقوال كثيرة جاء عن السلف الصالح في ذم الكبر منها قال أبو بكر الصديق: لا يحقرن أحد أحدًا من المسلمين؛ فإن صغير المسلمين عند الله كبير.

قال الأحنف بن قيس: عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.

قال وهب بن منبه: لما خلق الله جنة عدن نظر إليها فقال: أنت حرام على كل متكبر.

قال محمد بن الحسين بن علي: ما دخل قلب امرئ شيء من الكِبْر قَطُّ إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر.

رأى عبدالله بن عمر بن الخطاب رجلًا يختال في مشيته ويجُرُّ إزاره، فقال: إن للشيطان إخوانًا.

رأى محمد بن واسع ولده يختال فدعاه وقال: أتدري من أنت؟ أما أمك فأشتريها بمائتي درهم، وأما أبوك فلا أكثر الله في المسلمين مثله.

رأى مطرف بن عبدالله المهلب وهو يتبختر في جُبّة خَزٍّ (حرير) فقال: يا عبدالله، هذه مشية يبغضها الله ورسوله، فقال له المهلب: أما تعرفني؟ فقال: بلى أعرفك، أوَّلُكَ نطفة مذرة، وآخرتك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة. فمضى المهلب وترك مشيته تلك.

قال مسروق بن الأجدع: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعلمه.