مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي هل أثرت هذه المواقع على العلاقات الاجتماعية وما مدى هذا التأثر؟
يؤكد علماء الاجتماع أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد أصبح كبيرًا جدًا، ويزداد مع الوقت وأوضحوا ان هذا التأثير يختلف تأثيره بين القرية والمدينة ومن مجتمع لآخر، كما أن يختلف تأثيره بين الأفراد على اختلاف أعمارهم.
وبرغم ما لمواقع التواصل من مميزات في صلة الأرحام وتسهيل وسيلة التواصل وتبادل المعلومات فإنه على الجانب الآخر يؤكد العزلة فلقد أصبح لكل واحد من أفراد الأسرة فضاؤه الخاص، وحياته الخفية التي لا يكاد يعرف عنها أحد شيئا، دخل الأبناء إلى الغرف وأغلقوا على أنفسهم أبوابها حتى إن بعضهم يفضل الأكل وحده على الاجتماع مع الأسرة على مائدة واحدة.
لقد تقطعت الأواصر بعد اتصالها، وبعدت المسافات على قربها، وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها، وتحت رعايتها، وفي كنفها!!
ولم يعد لروابط المحبة والوئام والأنس والاطمئنان والإيثار والترابط بين الأفراد كبير وجود، والشعور المتبادل والاجتماعات وجلسات الود، وسهرات الأنس تكاد تكون قد ولت إلى غير رجعة، وأصبحت المشاعر باهتة، والمودة خافتة، حتى شكت من تقاطعهم وانفصالهم وانفصامهم الجدران.
وإذا كان كل ما سبق أثرا من آثار وسائل التواصل على أفراد الأسرة على وجه العموم والإجمال، فإن لوسائل التواصل جانبا آخر أكثر إظلامًا، وأشد إيلامًا، وأسوأ وأقبح عاقبة، وهي أنها سهلت الطريق إلى الخيانة الزوجية وإقامة العلاقات العاطفية المحرمة أمام كلا الطرفين؛ فقد سهلت هذه الوسائل سبل التعارف والتواصل بين الرجال والنساء، ثم لقاء كل منهم بالآخر.
يبدأ التعارف وهميا بدردشات مع شخصيات افتراضية عبر فضاء النت يحسبها صاحبها آمنة - هذا إذا أحسنا الظن، ثم ما تلبث أن تتحول إلى حقيقة واقعة.. الرجل يتعرف على امرأة يستلطفها وتستحسنه، وتتعرف هي على رجل يشبع جفافها العاطفي، ويحسن ما لا يحسنه زوجها المسكين، ثم يتحول اللقاء إلى الخاص، ثم تعارف وتقارب وتلاقي.. نتيجته تتعلق بتربية كل طرف وثقافته ومبادئه وأخلاقه وديانته.. وهي أشياء في الغالب تغيب مع حضور الشيطان.
والنهاية واحدة في كل القصص التي افتضحت أسرارها، وانتهكت أستارها، وعرفها الناس وظهرت في العلن، فضائح ومخازي وخيانات وانتهاكات، تنتهي بتدمير الأسرة وتشتت أفرادها، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها.. والسبب وراء ذلك كله: وسائل التقاطع الاجتماعي.