دراسة: المحليات الصناعية تزيد خطر الإصابة بالسكري
بقلم |
فريق التحرير |
الاربعاء 09 ابريل 2025 - 11:20 ص
توصلت دراسة حديثة إلى أن المحليات الصناعية المضافة إلى المشروبات الغازية الصحية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وفقًا لباحثين فرنسيين، فإن مادة الأسبارتام، التي تستخدم منذ ثمانينيات القرن الماضي، ساهمت في ارتفاع مثير للقلق في خطر الإصابة بمرض السكري.
وتتبع الباحثون، الأنظمة الغذائية لأكثر من 108 آلاف شخص، ووجدوا أن أولئك الذين تناولوا كميات أكبر من خليط معين من المواد المضافة التي تحتوي على الأسبارتام، زادت مخاطر إصابتهم بالمرض بنسبة تزيد عن 10 بالمائة مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
لكنهم أكدوا أن إجراء المزيد من الأبحاث أمر حيوي لإثبات الارتباط بشكل أكبر، وقالوا إنهم لا يستطيعون التأكد من سبب تعرض الناس لمخاطر أكبر بسبب بعض الإضافات والمحليات.
ومع ذلك، أشارت بعض الأبحاث السابقة إلى أن المحليات منخفضة السعرات الحرارية يمكن أن تغير بشكل كبير تركيبة البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
ويقول الباحثون إن هذا يؤدي إلى تغيير طريقة امتصاص الجسم وتنظيم سكر الدم، مما يزيد مع مرور الوقت من خطر الإصابة بمرض السكري، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
الأسبارتام وخطر الإصابة بالسكري
وفي الدراسة الجديدة، تابع باحثون من جامعة السوربون في باريس 108 آلاف و643 مشاركًا، يبلغ متوسط أعمارهم 43 عامًا.
وطُلِب منهم كل ستة أشهر، ملء سجلات غذائية مدتها 24 ساعة لمدة ثلاثة أيام، وتم توزيعهم بشكل عشوائي على مدى فترة أسبوعين.
وشملت هذه الأيام يومين في الأسبوع، ويومًا واحدًا في عطلة نهاية الأسبوع لمراعاة كيفية اختلاف النظام الغذائي عادةً على مدار الأسبوع.
كما تم أخذ العوامل التي قد تؤثر على النتائج في الاعتبار، مثل تاريخ التدخين والعمر وتناول الكحول .
وعلى مدى ثماني سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أن إجمالي 1131 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني.
وارتبط اثنان من أصل خمسة من مخاليط المواد المضافة إلى الأغذية بارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وارتفعت المخاطر لدى المجموعة الأولى، التي شملت النشويات المعدلة، والبكتين، وصمغ الغوار، والكاراجينان، والفوسفات، وسوربات البوتاسيوم، والكركمين، وصمغ الزانثان، بنسبة 8 في المائة.
وتتكون هذه المواد بشكل أساسي من المستحلبات والمواد الحافظة، وتوجد غالبًا في الأطعمة المصنعة صناعيًا والأطعمة فائقة المعالجة مثل الحلويات والدهون والصلصات.
وشهد الخليط الثاني زيادة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 13 في المائة.
وشمل ذلك حمض الستريك، وحمض الفوسفوريك سترات الصوديوم، وكراميل الأمونيوم الكبريتي، وأسيسولفام-ك، والأسبارتام، والسكرالوز، والصمغ العربي، وحمض الماليك، وشمع الكارنوبا، ومستخلص البابريكا، والأنثوسيانين، وصمغ الغوار والبكتين.
وتتواجد هذه المواد الحمضية والمحليات الصناعية والأصباغ عادة في المشروبات المحلاة صناعيًا والسكرية.
وفي مقال نشر في مجلة "بلوس ميديسن"، كتب الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن الجمع بين المواد المضافة إلى الأغذية قد يكون من المثير للاهتمام أخذه في الاعتبار في تقييمات السلامة، كما أنها تدعم توصيات الصحة العامة للحد من المواد المضافة غير الضرورية".
وأضافوا أن "العديد" من المواد المضافة في الخليطين كانت "مرتبطة بارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في منشورات سابقة عن المستحلبات والمحليات الصناعية".
لكنهم أشاروا إلى أن المخاطر المتزايدة التي لوحظت في كلتا المجموعتين "لم تكن ناجمة بالكامل عن أي من الإضافات المحددة وحدها"، وسيكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث أولاً لشرح كيفية زيادة المخاطر.
الأسبارتام مادة مسرطنة محتملة للبشر
يأتي ذلك في الوقت الذي قضت فيه مراجعة السلامة الرئيسية التي أجراها مسؤولو منظمة الصحة العالمية في عام 2023 بأن الأسبارتام سيتم تصنيفه على أنه "مادة مسرطنة محتملة للبشر".
لكن إرشاداتها - التي تنص على أن الشخص البالغ الذي يزن 70 كيلوجرامًا يمكنه شرب 14 علبة من مشروبات الحمية يوميًا - لن تتغير.
ويرجع ذلك إلى أن مادة الأسبارتام لا تشكل خطرا محددًا إلا على الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة منها، وفقًا لخلاصة منظمة الصحة العالمية.
تعد الوجبات الجاهزة والآيس كريم وصلصة الطماطم من بين الأمثلة الأكثر شعبية للمنتجات التي تندرج تحت مصطلح الأطعمة فائقة المعالجة.
وهي تختلف عن الأطعمة المصنعة، والتي يتم تعديلها لجعلها تدوم لفترة أطول أو لتعزيز مذاقها، مثل اللحوم المعالجة والجبن والخبز الطازج.
ويحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي ينتجه بشكل صحيح. وهذا الهرمون ضروري لخفض مستويات السكر في الدم.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم مع مرور الوقت إلى الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، فضلاً عن مشاكل في العين والكلى والقدمين.
وقد يحتاج المرضى إلى مراجعة نظامهم الغذائي، وتناول الأدوية يوميًا، وإجراء فحوصات منتظمة.
وتشمل أعراض هذه الحالة، التي تُشخَّص بفحص دم، العطش الشديد والتعب والحاجة المتكررة للتبول. لكن الكثير من الناس لا تظهر عليهم أي أعراض.
الكلمات المفتاحية
الأسبارتام مادة مسرطنة محتملة للبشر الأسبارتام وخطر الإصابة بالسكري أضرار المحليات الصناعية المشروبات الغازيةموضوعات ذات صلة
الأكثر قراءة
