حذرت دراسة من أن المراهقين معرضون لخطر الإصابة بقصور القلب المميت بسبب سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية.
وتوصل باحثون في جامعة شرق فنلندا إلى أن المراهقين الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم هم أكثر عرضة للإصابة بتضخم القلب بشكل كبير.
وتؤدي هذه الحالة، التي تسمى تضخم البطين، إلى إضعاف قدرة العضو على ضخ الدم بشكل فعال، مما يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بالسكتة القلبية المميتة.
وقال البروفيسور أندرو أجباجي، من جامعة شرق فنلندا، إنهم وجدوا أن المراهقين والشباب الذين يبدون بصحة جيدة، والذين يتمتعون بوزن طبيعي، قد يكونون معرضين للخطر.
وحلل الفريق، 1595 متطوعًا، تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا، من مجموعة أطفال التسعينيات بجامعة بريستول - وهي دراسة طويلة الأمد تتبع صحة الآلاف الذين ولدوا في أوائل التسعينيات.
وقاموا بقياس مستويات السكر في الدم للتحقيق فيما إذا كان ارتفاع مستوى الجلوكوز يمكن أن يؤدي إلى تغييرات أيضية مرتبطة بتغييرات ضارة في بنية القلب.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى الشباب يعد مؤشرًا قويًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني - وهي حالة تضاعف خطر الإصابة بالأزمات القلبية - في وقت لاحق من الحياة.
والآن، ولأول مرة، تشير الأدلة إلى أن الضرر الذي يلحق بالقلب قد يبدأ في وقت مبكر، حتى قبل تشخيص مرض السكري، بجسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
ومما يثير القلق أن الدراسة وجدت أن الشباب الذين لديهم مستوى سكر الدم الصائم المستمر عند 5.6 مليمول/لتر أو أعلى كانوا أكثر عرضة بنسبة 46 بالمائة لخطر الإصابة بتضخم البطين الأيسر.
على الرغم من أن الحالة في حد ذاتها لا تسبب أعراضًا، إلا أنها قد تضع ضغطًا على القلب مما يؤدي إلى ألم في الصدر وضيق في التنفس وخفقان القلب.
وإذا لم يتم علاج هذه الحالة، فقد تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى السكتة القلبية والموت المفاجئ.
كما تم أخذ العوامل الأخرى التي تؤثر على صحة القلب في الاعتبار، بما في ذلك التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية، والتدخين، ومستويات النشاط البدني.
وأشار البروفيسور أجباجي إلى أن النتائج التي توصل إليها فريقه "تؤكد على الأهمية الحاسمة لأسلوب الحياة والسلوك والعادات الغذائية، خاصة بعد أن أصبح المراهقون مستقلين عن أسرهم".
وتؤكد النتائج أيضًا أن المراهقين والشباب الذين يبدون بصحة جيدة والذين يتمتعون بوزن طبيعي في الغالب قد يكونون على طريق الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذا كانوا يعانون من ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم ومقاومة الأنسولين.
وأضاف أن "المثير للدهشة أننا لاحظنا أن ارتفاع نسبة السكر في الدم قد يلحق أضرارا بالغة بقلوب الإناث أسرع بخمس مرات من الذكور"، لذلك يجب إيلاء اهتمام خاص للفتيات من حيث الوقاية.
وكان مرض السكري من النوع الثاني يُعتبر في السابق مرضًا يصيب الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، ولكنه أصبح شائعًا بشكل متزايد بين الشباب.
ويزيد المرض أيضًا من خطر الإصابة بالفشل الكلوي والسكتات الدماغية والعمى.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا بتجنب تناول الكثير من الأطعمة السكرية، والابتعاد عن التوتر وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمحاولة منع مستويات السكر في الدم من الارتفاع بشكل كبير.