وسائل التواصل الاجتماعي تصيب الأطفال بالاكتئاب

بقلم | فريق التحرير | الخميس 22 مايو 2025 - 02:53 م

حذر خبراء من أن السماح للأطفال باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعرضهم لخطر الاكتئاب في سنوات المراهقة.

وأثبت الخبراء، وجود علاقة بين مشاكل الصحة العقلية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة، لكنهم رجحوا أن يكون سبب ذلك أن الأطفال غير السعداء هم أكثر عرضة للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التشتيت والراحة.

غير أن باحثين في دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة على 12 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا، اكتشفوا أن الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 أعوام ليسوا أكثر عرضة من الأطفال السعداء لقضاء المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي عندما يقتربون من سن 13 عامًا.

ومع ذلك، أظهر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا والذين يقضون معظم الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أعلى معدل من أعراض الاكتئاب.

وفي المتوسط، ارتفع الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي من سبع دقائق فقط إلى أكثر من ساعة بمجرد وصولهم إلى سن المراهقة المبكرة.

وقال باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن هذا يشير إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي قد تساهم في تطور أعراض الاكتئاب".

التنمر الإلكتروني ونقص النوم

وقال الدكتور جيسون ناجاتا، الخبير في طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، وقائد الدراسة الجديدة، إن الأبحاث السابقة تشير إلى أن التنمر الإلكتروني ونقص النوم قد يكونان من الأسباب المحتملة للمشكلة.

واستشهدت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الإلكترونية "جاما نتوورك أوبن"، بأبحاث سابقة أظهرت أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا والذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني كانوا أكثر عرضة بمرتين ونصف لمحاولة الانتحار في عام واحد مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للتحرش عبر الإنترنت.

وقال الباحثون إن الآباء والأطفال يواجهون للأسف موقفا لا رجعة فيه فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة على الأضرار التي تسببها، فإنها تظل الوسيلة الأساسية بالنسبة لهم للتواصل مع أقرانهم، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

وقال الدكتور ناجاتا: "بصفتي أبًا لطفلين صغيرين، أعلم أن مجرد إخبار الأطفال بـ "الابتعاد عن هواتفهم" لا يجدي نفعًا حقًا".

ومع ذلك، أوضح أن هناك خطوات يمكن للآباء اتخاذها للمساعدة في حماية أطفالهم، إذ "يمكن للوالدين أن يقدموا القدوة من خلال محادثات مفتوحة وغير حكمية حول استخدام الشاشة".

وأضاف: "إن تحديد أوقات خالية من الشاشات لجميع أفراد الأسرة، مثل أثناء تناول الوجبات أو قبل النوم، يمكن أن يساعد في بناء عادات رقمية أكثر صحة للجميع، بما في ذلك البالغين".

لكن خبراء بريطانيين انتقدوا الدراسة، قائلين إن الرابط المرصود بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب "ضعيف".

وقال البروفيسور كريس فيرجسون، الخبير في علم النفس بجامعة ستيتسون في فلوريدا، إنه ليس هناك ما يدعو للذعر لدى الآباء ردًا على النتائج.

وأضاف أن "هذه الدراسة وجدت أدلة قليلة على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر يرتبط بالصحة العقلية في وقت لاحق".

وأشار إلى "أن أحجام التأثير المبلغ عنها صغيرة للغاية ومن المرجح أن تكون نتيجة للضوضاء الإحصائية، وليس التأثيرات الحقيقية".

قياس الأعراض الاكتئابية

وفي الدراسة، قام الباحثون بفحص بيانات 11876 طفلاً شاركوا في مشروع البحث بين عامي 2016 و2018، وتابعوهم لمدة ثلاث سنوات.

تم حساب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مسح سنوي للأطفال، في حين تم قياس الأعراض الاكتئابية من خلال مقابلات مع والديهم أو مقدمي الرعاية.

وقال الباحثون إن أحد قيود هذا العمل هو أنه يتطلب من الأطفال أن يكونوا صادقين بشأن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر لا يمكن ضمانه.

وأضافوا أن المزيد من الأبحاث قد يدرس بالضبط كيف تتسبب وسائل التواصل الاجتماعي في الاكتئاب - وما إذا كانت عوامل مثل الوقت من اليوم الذي يتم استخدامها فيه أو الجهاز المحدد الذي يتم استخدامه قد تكون متورطة.