بقلم |
فريق التحرير |
السبت 23 اغسطس 2025 - 07:14 م
تُعدُّ سُنة النبي محمد ﷺ المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فهي توضيح وتطبيق عملي لما جاء في كتاب الله، ومنارة تهدي المسلمين إلى الطريق القويم في مختلف جوانب الحياة. وإحياء السنة النبوية لا يقتصر على أداء بعض الشعائر أو الأذكار، بل يشمل اتباع منهجه في العبادة، والأخلاق، والمعاملات، وكل ما يتعلق بشؤون الفرد والمجتمع.
يقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وفي هذا دليل واضح على وجوب التمسك بما جاء به النبي ﷺ. كما قال الرسول الكريم: "من رغب عن سنتي فليس مني"، ليؤكد أن السير على هديه هو علامة صدق الإيمان.
إن إحياء سنة الرسول ﷺ يحقق فوائد عظيمة؛ فهو يقوّي صلة المسلم بربه عبر التزامه بالعبادات الصحيحة، ويُهذّب السلوك فيجعل المسلم قدوة في الصدق، والأمانة، والرحمة. كما يسهم في بناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والتعاون، بعيدًا عن البدع والانحرافات.
ولإحياء السنة صور متعددة، منها:
في العبادات: كالحرص على السنن الرواتب، وصيام النوافل، وقيام الليل.
في المعاملات: كالعدل، والإحسان، وحسن الخلق مع الناس جميعًا.
في الحياة اليومية: مثل آداب الأكل والشرب، والنوم، والتحية.
وفي زمن كثرت فيه التحديات، تبرز الحاجة الماسّة إلى التمسك بسنة الرسول ﷺ باعتبارها حصنًا من الانحراف، ومصدرًا للطمأنينة، وسببًا للفوز برضا الله وجنته.
إحياء سنة الرسول ﷺ ليس مجرد شعار، بل هو التزام عملي يُترجم إلى سلوك يومي يعكس محبة المسلم لرسوله واتباعه لهدي الإسلام الصحيح. فبإحياء سنته تُحيا القلوب، وتُصلح المجتمعات، ويُبنى جيل يعتز بدينه ويقتدي بنبيه في كل صغيرة وكبيرة.