تحذير طبي: مرض السكري من النوع الخامس يهدد هؤلاء الناس
بقلم |
فريق التحرير: |
السبت 20 سبتمبر 2025 - 10:58 م
ما لا يعرفه كثير من الناس أن هناك نوعًا من مرض السكري يؤثر على الشباب النحيفين، وهو ما يعرف باسم مرض السكري من النوع الخامس، الذي يؤثر على ما يصل إلى 25 مليون شخص على مستوى العالم ويحدث بسبب عدم تناول كمية كافية من الطعام.
ويحدث مرض السكري عندما لا يتمكن الجسم من إنتاج كمية كافية من الأنسولين - وهو هرمون يتحكم في مستوى السكر في الدم - أو استخدامه بشكل فعال.
وتشير التقارير إلى أن الحالة المكتشفة حديثًا تتطور بشكل رئيس لدى المراهقين والشباب الذين يعانون من نقص الوزن أو الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد عندما كانوا أطفالًا، لأن سوء التغذية يضر بقدرتهم على إفراز الأنسولين.
المراهقون النحيفون
ويقول الخبراء الذين يبحثون في هذه الحالة إنها شوهدت بشكل رئيس لدى المراهقين النحيفين والشباب في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
لكن هناك مخاوف من أن يتم تشخيص مرض السكري من النوع الخامس بشكل خاطئ أو عدم علاجه بشكل صحيح بسبب "الافتقار إلى إرشادات علاجية قائمة على الأدلة"، حسبما قال الباحثون.
وفي مقال كتبه في مجلة "لانسيت جلوبال هيلث" المرموقة، قال فريق من 50 باحثًا من 11 دولة مختلفة: "ندعو مجتمع السكري الدولي إلى الاعتراف بهذا الشكل المميز من المرض. ومن المرجح أن يؤثر ذلك على نوعية وطول حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "نحن نشجع المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية على تعزيز المزيد من الأبحاث في النمط الظاهري وعلم الأمراض وعلاج مرض السكري من النوع الخامس".
ظهر المصطلح لأول مرة في التقارير الطبية في جامايكا في عام 1955.
وبعد ثلاثة عقود من الزمن، صنفت منظمة الصحة العالمية رسميًا "مرض السكري المرتبط بسوء التغذية" باعتباره نوعاً مميزًا من مرض السكري. لكن المنظمة أسقطت هذه الفئة في عام 1999 بسبب عدم وجود أدلة.
ويحدث مرض السكري من النوع الأول، والذي لا يرتبط بأسلوب الحياة، عندما لا يتمكن البنكرياس من إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في دم المريض بشكل خطير.
في حين أن مرض السكري من النوع الثاني يحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي ينتجه بشكل صحيح.
هذا الهرمون ضروري لخفض مستويات السكر في الدم. وهو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري، إذ يُشكل 95 بالمائة من حالاته عالميًا.
وتم التعرف على نوعين نادرين آخرين من مرض السكري الثالث والرابع، ويحدثان بسبب أمراض البنكرياس مثل التليف الكيسي والحمل على التوالي.
السكري من النوع الخامس
لكن الأطباء يقولون إن النوع الخامس هو حالة مميزة بحد ذاتها. إذ يمكن للأشخاص المصابين بهذا الشكل إنتاج الأنسولين وليسوا مقاومين له، ولكن البنكرياس لديهم غير مكتمل النمو ولا يستطيع إنتاج ما يكفي منه.
وبسبب هذا، فإن علاج النوع الخامس مثل النوع الأول أو الثاني غالبا ما يكون غير فعال - وحتى ضار.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن هذه الحالة تؤثر بشكل رئيس على الشباب في آسيا وأفريقيا.
ويعتقد الباحثون أن سوء التغذية في الرحم، متبوعًا بسوء التغذية المستمر أثناء الطفولة والمراهقة، يمكن أن يزيد من المخاطر.
وفي حين تشير الأدلة إلى أن ما لا يقل عن 25 مليون شخص قد يتأثرون بمرض السكري من النوع الخامس، قال الباحثون إن هذا المرض لا يزال غير معترف به وغير خاضع للبحث الكافي.
وأشاروا إلى أن "التشخيص الخاطئ أو التشخيص غير الكافي من المرجح أن يؤثر سلبًا على الرعاية السريرية وحياة ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم".
وقال الدكتور آلان فاج، أستاذ الغدد الصماء في جامعة لوند في السويد وأحد المشاركين في تأليف ورقة لانسيت، لصحيفة "التلجراف": "نحن ببساطة لا نعرف عدد هؤلاء المرضى الموجودين. إنهم يعيشون في بعض المناطق الأقل خدمات وأقل دراسة، والمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والحرب والمجاعة".
وأضاف: "إن هؤلاء الأفراد غالبا ما يكونون من بين أفقر الناس في العالم، مما يجعل احتياجاتهم أكثر إلحاحًا".
نصائح لمرضى السكري من النوع الخامس
وينصح الخبراء مرضى السكري من النوع الخامس، بتضمين نظامهم الغذائي كميات أكبر بكثير من البروتين والكربوهيدرات المعقدة، مثل العدس والبقوليات والحبوب.
وأظهرت الأدلة منذ فترة طويلة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والبروتينات يمكن أن تساعد مرضى السكري على إبطاء عملية هضم الكربوهيدرات وتأخير امتصاصها في الدم.
يساعد هذا على منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام.
